للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بن مسلمة الأنصاري مفتشاً عليهم، وكذلك فعل عثمان، كما كانت المراسلات متصلة بين الخلفاء والولاة في شؤون الإدارة والقضاء والخطط العسكرية، وكانت الاجتماعات السنوية بين الخلفاء والولاة تتم في موسم الحج، كما قام الخلفاء بزيارات لعدة ولايات، فزار عمر الشام عده مرات، وكان يباغت ولاته عند الزيارة دون إعلامهم، كما أنه كان ينوى زيارة جميع الولايات لتفقد أحوالها والتعرف على حاجات الناس فيها (١).

وكان عمر يحاسب ولاته إذا ظلموا أحداً من الرعية، وأعلن أنه يقتص للمظلومين من ولاتهم مما ساعد على تحقيق أمن الرعية من الظلم (٢)، كما أعلن أن من الهيَّن عليه تبديل أمير بأمير آخر إذا كان في ذلك صلاح الإقليم (٣). وقد عزل بعض ولاته لجهلهم ببعض الأحكام الشرعية أو لاعتدائهم على أحد الناس (٤). وكذلك عزل عثمان بعض الولاة لخصومة أهل المصر لهم (٥)، أو لإصابتهم ذنباً يستوجب الحد الشرعي (٦). لأنهم ينبغي أن يكونوا قدوة صالحة لأهل إقليمهم.

وخضع الولاة للرقابة على أموالهم عند الولاية والعزل حيث شاطر عمر كلاً من سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة وعمرو بن العاص أموالهم لأنه يرى أنهم استفادوا


(١) عمر بن شبة: تأريخ المدينة ٣: ٨٢١.
(٢) المصدر السابق ٣: ٨٠٧، ٨٠٨، ٨٠٩، ٨١٣.
(٣) نفسه ٨٠٥:٣.
(٤) القاسم بن سلام: الأموال ٦٣، ٦٤، وعمر بن شبة: تأريخ المدينة ٣: ٨١٨، وابن تيمية: السياسة الشرعية ١٠٥.
(٥) كما فعل مع سعد بن أبي وقاص.
(٦) كما فعل مع الوليد بن عقبة.

<<  <   >  >>