للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس بسبب موقعهم في السلطة.

وقد سأل عمر رضي الله عنه أبا هريرة واليه على البحرين من أين اجتمعت له عشرة آلاف درهم؟ فأجاب أبو هريرة: خيلي تناسلت، وعطائي تلاحق، وسهامي تلاحقت. فأمر بها عمر فقبضت (١).

إن عمر يحسب حساباً للهدايا التي يحصل عليها الولاة من الناس، وكذلك محاباة الناس للولاة في المعاملات المالية من مضاربة ومؤاجرة ومساقاة ومزارعة وبيوع، ولهذا أخذ عمر رضي الله عنه نصف أموال عدد من الولاة من أصحاب الفضل والدين والأمانة لأجل هذه المحاباة دون أن يتهمهم بالخيانة (٢).

وهكذا حاسب خالد بن الوليد- قائد جبهة الشام- على تصرفاته في المال العام "إني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، إنى أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين، فأعطاه ذا البأس، وذا الشرف، وذا اللسان، فنزعته، وأثبت أبا عبيدة .. " (٣).

وهكذا أدت الرقابة المالية إلى عزل أعظم القادة العسكريين المسلمين، رغم


(١) أبو عبيد: الأموال ٢٨٢ - ٢٨٣، وابن سعد: الطبقات ٤: ٣٣٥، وابن زنجويه: الأموال ٢: ٦٠٥ - ٦٠٦، والبلاذري: فتوح البلدان ٩٣ - ٩٤ والأثر صحيح.
وانظر روايات ضعيفة في محاسبة سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة ابن سعد: الطبقات الكبرى ٣: ٣٠٧، وابن زنجويه: الأموال ٢: ٦٠٤ - ٦٠٥). ومحاسبة عمرو بن العاص (البلاذري: فتوح البلدان ٢٢٠ - ٢٢١ من كلام ابن المبارك (ت ١٨١ هـ) بدون إسناد.
(٢) ابن تيمية: السياسة الشرعية ٦٨ - ٧٠ بتصرف.
(٣) أحمد: المسند ٣: ٤٧٦، والبخاري: التأريخ الكبير ٨: ٥٤، والتأريخ الصغير ١: ٨٢، والطبراني: المعجم الكبير ٢٢: ٢٩٨ - ٢٩٩، وأبو نعيم: معرفة الصحابة ٢: ١٦١ - ١٦٢ والأثر صحيح.

<<  <   >  >>