للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسجد التعليمية قروناً طويلة بعد ذلك.

وفي الجانب الشمالي من المسجد النبوي تقوم الصفَّة التي سكنها فقراء المهاجرين والأنصار والقادمين من الغرباء، وهم منقطعون للعلم والعبادة والجهاد، وقد وردت روايات تفيد أن تعليم القراءة والكتابة كان ضمن النشاط التعليمي في الصفة، وأن ممن تولى هذه المهمة عبادة بن الصامت (١). قال عبادة بن الصامت: "علمت ناساً من أهل الصفة الكتابة والقرآن" (٢).

وإلى جانب المسجد قامت مراكز أخرى للتعليم في المدينة كما يشير قول ابن مسعود: "قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وزيد بن ثابت له ذؤابة في الكتاب" (٣)، وكما أخبر أنس بن مالك عن وجود الكتاب والمؤدبين في عصر الراشدين (٤). ولا نعرف مدى انتشار هذه الكتاتيب داخل المدينة وخارجها، ولكن ثمة إشارة إلى وجود كتاب في الطائف، حيث كان جرير بن حية الثقفي يعلم فيه (٥).

وقد وردت إشارة عن "دار القراء" بالمدينة، وكانت قائمة بعد بدر الكبرى (٦) - على الأقل- ولا نعرف طبيعة الدور أو المهام الموكلة إليها، ولكن اسمها يدل على الاهتمام بقراءة القرآن الكريم.


(١) أبو داؤد: السنن ٢: ٢٣٧، وابن ماجة: السنن ٢: ٧٣، ولمعرفة المزيد عن أهل الصفة راجع: أكرم العمري: المجتمع المدني ٩٦.
(٢) أحمد: المسند ٥: ٣١٥.
(٣) أحمد: المسند ١: ٣٨٩، والخطيب: الجامع ٢: ٩٢ وفيه "وإن زيداً ليختلف إلى الكتَّاب".
(٤) ابن سحنون: آداب المعلمين ٤٠ - ٤١.
(٥) ابن حجر: الإصابة ١: ٤٦٢.
(٦) الخزاعي: تخريج الدلالات السمعية ٨٠.

<<  <   >  >>