للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يظهر للأنصار موقف مما يدور في مدينتهم من أحداث خطيرة تهدد الخليفة، وتتضافر عدة روايات لتقوي ما عرضه زيد بن ثابت على عثمان: "هؤلاء الأنصار بالباب يقولون: إن شئت كنا أنصار الله مرتين. فقال: لا حاجة لي في ذلك كُفُوا" (١).

وقد ذكر محمد بن سيرين أن عدد الأنصار الذين كانوا مع زيد بن ثابت هو ثلثمائة (٢). كما ذكر أن عدد من كان مع عثمان يومئذ في الدار سبعمائة (٣). "لو يدعهم لضربوهم- إن شاء الله- حتى يخرجوهم من أقطارها". ولكن هذه الأرقام لم تثبت من طرق صحيحة، ولكنها محتملة وتدل على موقف الأنصار في ذلك الوقت العصيب.

وتظهر الروايات المعتمدة أن بني عمرو بن عوف من الأنصار واعدوا الزبير بن العوام أن يأتمروا بأمره في نجدة الخليفة عثمان (٤).

وقد عرض حارثة بن النعمان على عثمان وهو محصور استعداد الأنصار


(١) خليفة: التأريخ ١٧٣ عن قتادة، وابن أبي شيبة: المصنف ١٥: ٢٠٥، وابن سعد: الطبقات ٣: ٧٠ والأخيران عن ابن سيرين وفيه انقطاع بين ابن سيرين وزيد ويعتضد الطريقان إلى الحسن
(٢) ابن عساكر: تأريخ دمشق- ترجمة عثمان- ٤٠٠، وهو مرسل محمد بن سيرين ولم يدرك زيد بن ثابت.
(٣) ابن سعد: الطبقات ٣: ٧١ بإسناد صحيح إلى ابن سيرين، لكن ابن سيرين ولد سنة ٣٣ هـ لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، ويبدو أن ابن سيرين نقل الخبر عن سليط بن سليط دون الرقم سبعمائة وذلك في رواية خليفة ١٧٣ وفي إسناد خليفة سعد بن عبد الرحمن لم يترجموا له فهو مجهول.
(٤) ابن عساكر: تأريخ دمشق- ترجمة عثمان- ٣٧٤ نقلاً عن مصعب بن عبد الله الزبيري وإسناد مصعب حسن لذاته.

<<  <   >  >>