للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسجد وبايعه الناس (١) عن رضاً واختيار، سوى طلحة والزبير فإنهما بايعاه مكرهين ولم يكونا راضيين عن الطريقة التي تمت بها البيعة حيث لم يتم التداول بين أهل الحل والعقد بشأنها، ولم يعقد مجلس للشورى (٢) "ولأن الثوار أتوا بهما بأسلوب جاف عنيف، ولا شك أن هذه الطريقة فرضتها طبيعة الأحداث لسيطرة هؤلاء الأعراب الجلف على المدينة" (٣).

واعتزل بعض الصحابة فلم يبايعوا عليا ومنهم محمد بن مسلمة وأهبان بن صيفي وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر، فقد كانوا يرون الناس في فرقة واختلاف وفتنة، فكانوا ينتظرون أن يستقر الأمر فيبايعوا. كما أن معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام وكثير من أهل البصرة ومصر واليمن لم يبايعوه بسبب، ويرى ابن حزم أن عدد من امتنع عن بيعته مثل عدد من بايعه وقدر عددهم بمائة ألف مسلم (٤). ولكن معظم أهل الحل والعقد من أهل بدر والمهاجرين والأنصار بالمدينة بايعوا لعلي رضي الله عنه وبذلك انعقدت له البيعة وصار خليفة للمسلمين. وهو آخر خلفاء النبوة التي ورد بها حديث "خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء" (٥)


(١) أحمد بن حنبل: فضائل الصحابة ٢: ٥٧٣ بإسناد حسن، والبلاذري: أنساب الأشراف ٢: ٣٦ أ، والحاكم: المستدرك ٣: ١٠٣، وأبو نعيم: الإمامة والرد على الرافضة ٣٢٩، والمحب الطبري: الرياض النضرة ٣: ٧٨.
(٢) البخاري: الصحيح (فتح الباري ١٢: ١٤٤ - ١٤٥)، وأحمد: المسند ١: ٣٢٣ - ٣٢٧ (ط. أحمد شاكر)، وابن أبي خيثمة: التأريخ الكبير، الجزء الخمسون ق ١٨أوروايته عن ابن عمر منقطعة لا تقوم بها الحجة (نسخة المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة رقم ٢٨٦ - ٢٣١)
(٣) عبد الحميد علي ناصر فقيه: خلافة علي ١: ٩٧.
(٤) ابن حزم: الفصل في الملل والأهواء والنحل ٤: ١٦٧.
(٥) أبو داؤد: السنن ٥: ٣٦ - ٣٧، والترمذي: السنن (تحفة الأحوذي) ٦: ٤٧٦ - ٤٧٨ وحسنه

<<  <   >  >>