للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجهاد بما لم يحظ به الروادف الذين التحقوا بالجهاد في مرحلة متأخرة (١)، وكثير منهم من القبائل التي استقرت في الأمصار الجديدة (الكوفة والبصرة والفسطاط) وأسهمت في الفتوح لاحقا.

وقد ظهرت نواة المعارضة في الكوفة والبصرة ومصر في الوسط القبلي (٢) وقام بالتحريض عبد الله بن سبأ وهو يهودي من صنعاء أسلم في خلافة عثمان وتبنى نشر دعاية واسعة تنتقد شرعية الخليفة وسياسته وتؤكد على أحقية علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالخلافة وأن من سبقه إليها اغتصبها منه، وتنسب إليه صفات إلهية. وقد دار جدل طويل حول شخصية ابن سبأ التأريخية، ولكن تنوع مصادر الأخبار


ولكن ابن عبد الحكم ذكر رقماً مغايراً فذكر أن جباية مصر بلغت اثني عشر ألف ألف دينار في خلافة عمر، وأربعة عشر ألف ألف دينار في خلافة عثمان (فتوح مصر والمغرب ٦٤ - ٧٠ عن الليث بن سعد وبه أخذ المقريزي: خطط ١: ٧٩). ولعل ما ذكره البلاذري يخص الخراج وما ذكره ابن عبد الحكم يخص الجزية.
(١) الروادف هم الأعراب الذين وفدوا على الكوفة والبصرة، وليس لهم سابقة في الجهاد، ويبدو أنهم قسموا إلى أربع مجموعات تبعا لتواريخ التحاقهم بالجهاد فثمة رادفة أولى وثانية وثالثة ورابعة (تاريخ الطبري ٤: ٤٩، ٢٧٩) وكانت أعلى مرتباتهم تبلغ خمسمائة درهم، وأدناها يبلغ مائتي درهم (تاريخ الطبري ٣: ٦١٤) في حين يبلغ راتب البدريين من المهاجرين من قريش والعرب والموالي خمسه آلاف درهم ومن الأنصار ومواليهم أربعة آلاف درهم (ابن سعد: الطبقات الكبرى ٣: ٣٠٤ بسند حسن).
(٢) بلغ عددهم ١٨٠٠ رجل، ٦٠٠ لكل مصر حسب الطبري (تاريخ ٤: ٣٤٨ - ٣٤٩، ٣٦٩) وأقل من هذا العدد حسب البلاذري (أنساب الأشراف ٥: ٥٩، ٦١).

<<  <   >  >>