للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحرصه على نشر الإسلام، وترفعه عن الدنيا، كما تبين سلاسة أسلوبه وبلاغة تعبيره وبعده عن الإطناب في الكلام والمبالغة في التعبير فكان من خطباء الصحابة المقدَّمين (١).

وقد أنجز مشروعاً عظيماً بجمع القرآن للمرة الأولى مما منع وقوع الاختلاف فيه، وحقق الوحدة الدينية والثقافية للمسلمين (٢).

ومع سعة علمه بالقرآن والسنة، وفهمه الثاقب لمقاصد الشرع وأحكامه وتصدره للفتوى (٣)، فإنه كان كثير الاستشارة للصحابة (٤)، وكانت الرحمة تغلب على آرائه، فقد أشار بقبول المفاداة من أسرى بدر، والسكينة تملأ نفسه فقد ثبَّت الناس في حادثة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، والحزم ومضاء العزيمة عنوان سياسته كما في موقفه من حركة الردة، ورعاية الآخرين منهج حياته وخاصة الفقراء والمرضى (٥).

توفي أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعمره ثلاث وستون سنة (٦) في جمادى الآخرة من سنة ثلاث عشرة من الهجرة، وكانت مدة ولايته سنتين ونصف (٧).


(١) السيوطي: تاريخ الخلفاء ٦٠.
(٢) ابن سعد: الطبقات ٣: ١٩٣، وانظر صحيح البخاري (فتح الباري ٩: ١٠).
(٣) راجع فتاويه في تاريخ الخلفاء للسيوطي ٩٥ - ١٠٥.
(٤) السيوطي: تاريخ الخلفاء ٤٣، ٥٢.
(٥) مسلم: الصحيح ٤: ٧١٣، ١٨٥٧.
(٦) مسلم: الصحيح ٤: ١٨٢٦، والترمذي: السنن (تحفة الأحوذي ١٠: ١٣٦).
(٧) الطبراني: المعجم الكبير ١: ١٤، وقال الهيثمي: رجاله ثقات (مجمع الزوائد ٩: ٦٠)، وأبو نعيم: معرفة الصحابة ١: ١٦٩.

<<  <   >  >>