للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للشورى أكبر قدر من الصحابة الكبار (١) وهم: عثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت (٢)، كما كان يجمع معهم عدداً من شباب الصحابة منهم عبد الله بن عباس (٣)، وقد قال الزهري لغلمان أحداث: "لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم يبتغي حدة عقولهم" (٤). وقال محمد بن سرين: "إن كان عمر رضى الله عنه ليستشير في الأمر حتى أن كان ليستشير المرأة فربما أبصر في قولها الشيء يستحسنه فيأخذ به" (٥). وقد ثبت أنه استشار مرة أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها (٦).

وكان المستشارون يبدون آراءهم بحرية تامة وصراحة كاملة، ولم يتهم عمر رضي الله عنه أحداً منهم في عدالته وأمانته (٧).


(١) ابن القيم: أعلام الموقعين ١: ٩٧.
(٢) ابن كثير: البداية والنهاية ٧: ٣٥، ٥٥، ٧٧.
(٣) البلاذري: أنساب الأشراف ٣: ٣٧، والذهبي: سير أعلام النبلاء ٣: ٣٤٥ - ٣٤٨.
(٤) البيهقي: السنن ١٠: ١١٣.
(٥) المصدر السابق.
(٦) عبد الرزاق: المصنف ٧: ١٥٢، وابن شبة: تأريخ المدينة ٢: ٧٥٩، والبيهقي: السنن الكبرى ٩: ٢٩.
(٧) محمد سعيد رمضان البوطي: الشورى في عهد الخلفاء الراشدين (ضمن كتاب الشورى في الإسلام) ص ١٣٤. وقد ذكر حالتين استثناهما من ذلك اتهم عمر في إحداهما كعب الأحبار في رأيه واتهم في الأخرى رجلاً في رأيه، والرواية الأولى من طريق سيف بن عمر وهو متروك، والثانية في تدليس الأعمش والانقطاع بين النخعي وعمر فإنه لم يرو عنه (راجع تاريخ الطبري ٣: ٦١١، وطبقات ابن سعد ٣: ٣٤٣).

<<  <   >  >>