للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال إسحاق: فالأشياء عند الله على معنى إرادته وحكمه، وأظهر للعباد من العلم ما يكتفون به، فينبغي الانتهاء ما عُلِّمْنَا، وَحُدَّ لنا حتى نصيب سبيلا في التفكر في خلق الله مشغلة عن التفكر فيما لم نؤمر به. قال أبو يعقوب: وكيف يستوسع من يدعي العلم الخوض في الأشياء المنهية عنها قال الله: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إلا يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ} [الإسراء: ٤٤] فكيف يجوز لخلق أن يخوض في التسبيح من الشجب والأشياء المعمولة فيخوضوا كيف يسبح القصاع والأجوبة والحبر المجنون. والثياب المنسوجة، وكل هذا قد صح فيه العلم أنهم يسبحون فذلك إلى الله أن يجعل تسبيحهم كيف شاء وكما/٢٢٩/شاء، وليس للناس أن يخوضوا في ذلك إلا بما علموا، ولا يتكلموا في هذا وشبهه إلا بما أمر الله ولا يزيدون على ذلك، والله الموفق، وعليه التوكل، فاتقوا الله، ولا تخوضوا في هذه الأشياء المتشابهة، فإنه يردكم الخوض فيه عن سنن الحق. حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن عيسى بن عبيد، عن عكرمة أنه قال: لا يعيبن أحدكم دابته وثوبه، فإن كل

<<  <  ج: ص:  >  >>