للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قليلا عن الأصل: جَيِّد، وحسن، وكثير، وقوي، وعربي جَيِّد، والأَقَلّ ضعيف وقليل نادر، والأشدُّقِلَّةً: قبيح، ردئ، خبيث) (١). مثال ذلك: « ... وأما المستقيم القبيح فأنْ تضع اللفظ في غير موضعه، نحو قولك: قد زيدًا رأيت، وكي زيد يأتيك») (٢).

فالتركيب الأصل الذي ليس بقبيح والذي كل لفظ في موضعه) من خلال جملة سيبويه في النَّصّ السابق (: «قد + فعل مضارع متعدٍ + فاعل + مفعول به»، والتركيب القبيح الذي تغيرت مواضع أجزائه: «قد + مفعول به + فعل مضارع متعدي + فاعل».

وقد أتاحت معرفةُ سيبويه للتركيب الأصلي عدة أمور:

- أتاحت له أَنْ يقف على ما يحدث في التركيب من حذف، يقول: «اعلم أَنَّهم مما يحذفون الكلم وإن كان أصله في الكلام غير ذلك، ويحذفون ويعوضون ويستغنون بالشيء عن الشيء الذي أصله في كلامهم أَنْ يستعمل حتى يصير ساقطا») (٣).

- كما أتاحت له تفسير البدائل الأخرى، بمعنى أَنَّ المُتَكَلِّم إذا أعرض عن التركيب الأصلي إلى البديل الأَقَلّ تَرَدُّدًا؛ فلابد أَنْ يكون لذلك سبب، وقد يكون هذا السبب تأثير سياق الحال، فلولا وجود التركيب الأصلي ما انتبهنا إلى سبب اللجوء إلى التركيب البديل.

فالتركيب البديل: «فعل متعدٍ + مفعول به + فاعل» يدل على تركيز الاهتمام على المفعول به كما أشار سيبويه نفسه في أكثر من موضع) (٤).

- وأتاحت له أَنْ يعرف الخصائص النحوِيَّة لبعض الألفاظ على حدى، التي قد يستعان بها في التوجيه النَّحْوِيّ للتركيب الذي تدخل فيه هذا الألفاظ.

فمثلا يذكر سيبويه أَنَّ «من الحروف حروفا لا يذكر بعدها إلا الفعل، ولا يكون الذي يليها غيره، مظهرا أو مضمرا»، وذكر من الحروف التي لا يليها إلا الفعل مظهرا «قد، سوف، ولما» ويترتب على ذلك نحويا أَنَّهُ إذا «اضطر شاعر فقدم الاسم وقد أوقع الفعل على شيء من سببه لم


(١) ينظر في وصف سيبويه لبعض التراكيب بالخبث: ١/ ٣٨٩، ٢/ ١١٤، ٢/ ١٢٤، ٢/ ٣١٨، ٣/ ٣٧٩
(٢) سيبويه: الكتاب، ١/ ٢٦
(٣) سيبويه: الكتاب، ١/ ٢٤ ــ ٢٥
(٤) سيبويه: الكتاب، ٢/ ١٤٣

<<  <   >  >>