ولا يقدم المُتَكَلِّم إلى تقرير المؤكد في نفس السامع إلا إذا أحس من خلال ايماءات وإشارات جسدِيَّة مثلا بهذا الشك. وكما أنَّ للشك إيماءات وإشارات جسدِيَّة، فكذلك استيعاب المخاطب لكلام المُتَكَلِّم وفهمه له إشاراته. بناء على هذا فَإِنَّ حالة الشك التي تتولد في السامع أو المخاطب، التي لابد أنَّها تتولد بعد بداية الكلام هي الأساس التي تجعل المُتَكَلِّم يلجأ إلى أساليب التوكيد المختلفة لإزالة هذا الشك. ولابد أن يكون هذا في وجود سياق الحال. وما نريده هنا هو أن نقرِّر أن سياق الحال هو المسئول ابتداء عن كافة أشكال التوكيد في اللُّغَة، فلولا وجود المُتَكَلِّم والمخاطب وحالة الشك التي ظهرت من خلال السِّياق ما لجأ المُتَكَلِّم إلى أي شكل من أشكال التوكيد. (١) سيبويه: الكتاب، ١/ ٢٢٩ (٢) عباس حسن: النحو الوافي، ٢/ ٢١٩، وينظر الحاشية ذات الرَّقْم ١ (٣) شرح ابن عقيل: ٢/ ١٨١ (٤) السابق، ٢/ ١٨١، الحاشية ذات الرَّقْم ١