للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المنعوت من نوع إلى نوع أخص منه، فالنعت والمنعوت بمنزلة نوع أخص من نوع المنعوت وحده، ... وإذا قلت: مررت برجل ظريف، فهو من الرجال الظرفاء الذين كل واحد منهم رجل ظريف، فالرجال الظرفاء جملة لرجل ظريف، كما أنَّ الرجال جملة لرجل، فرجل ظريف جزء للرجال الظرفاء وهو أخص من رجل، ألا ترى أن كل رجل ظريف رجل، وليس كل رجل رجلا ظريفا») (١).

ب التوضيح:

يقول موضحًا هذه الوظيفة: «ومن النعت أيضًا: مررتُ برجلٍ لا قائمٍ ولا قاعدٍ، جُرّ لأنَّهُ نعتٌ كأَنَّك قلت: مررتُ برجلٍ قائمٍ، وكأَنّك تحدِّثُ مَن فى قلبه أَنَّ ذاك الرجلَ قائمٌ أو قاعدٌ، فقلتَ: لا قائم ولا قاعد، لتُخْرِجَ ذلك من قلبه») (٢).

إن المُتَكَلِّم يتَأَثَّر بحالة المخاطب وما يدور في نفسه، فعندما شعر أَنَّ المخاطب يعتقد أَنَّ المُتحدَّث عنه قائم أو قاعد، وهو ليس بذلك؛ أتى بالنعت لكي يُزيل ما في قلب المخاطب؛ أي أَنَّ النعت في هذا النَّصّ أتى لسبب سياقي وهو التوضيح والتبيين وإزالة ما في قلب المخاطب.

ويقول في موضع ثان: «إِنَّمَا تكون المعرفة مبنيا عليها أو مبنية على اسم أو غير اسم، وتكون صفة لمعروف لتبينه وتؤكده أَنْ تقطعه من غيره») (٣).

ت رفع الالتباس إِنْ خيف منه:

من المعاني التي يؤديها النعت أيضا رفع الالتباس) (٤)، والحذر من اللَّبس والغموض في الكلام من الأمور التي نبَّه عليها سيبويه مرارا وتكرارا.

يقول في عدة نصوص:

١ ــ «وقد تقول: كان زيدٌ الطويلٌ منطلقًا، إذا خفت التباسَ الزيدَيْنِ») (٥).


(١) شرح المفصل، ٢/ ٢٤٤
(٢) سيبويه: الكتاب، ١/ ٤٢٩
(٣) سيبويه: الكتاب، ٢/ ١١٤
(٤) جاء في معجم اللغة العربية المعاصرة تحديدٌ لمعنى ((الالتباس مصدر التبس بـ، التبس على، عدم التمييز بين شيئين مختلفين واعتبارهما شيئا واحدًا، عدم الوضوح وإدراك المضمون، اختلاط الأفكار بدون رابط منطقي بينها. الالتباس الدلالي: احتمال الكلام لأكثر من معنى، وقد يكون ذلك نتيجة للتعقيد المعنوي. الالتباس النحوي: عبارة تتحمل أكثر من معنى بسبب تركيبها النحوي)). ص ١٩٩٠
(٥) سيبويه: الكتاب، ١/ ٤٨

<<  <   >  >>