(٢) سيبويه: الكتاب، ٢/ ٤١٥ (٣) سيبويه: الكتاب، ٢/ ٤١٩، وجاء في كتاب ((شذا العرف في فن الصرف)) في باب ((الوقف)) ص ١٦٨ ما نصه: ((الوقف هو قطع النطق عند آخر الكلمة. ويقابله الابتداء الذي هو عمل. فالوقوف استراحة عن ذلك العمل. ويتفرّع عن قصد الاستراحة فى الوقف ثلاثة مقاصد، فيكون لتمام الغرض من الكلام، ولتمام النظم فى الشعر, ولتمام السجع فى النثر. وهو إما اختيارىّ بالياء المثناة من تحت: أى قُصِدَ لذاته، أو اضطرارىّ عند قطع النَّفَس. أو اختبارىّ بالموحدة، أى قُصِد لاختبار شخص هل يحسن الوقف ... أو لا؟ والأول إما استثباتي وهو ما وقع فى الاستثبات، والسؤال المقصود به تعيين مبهم، نحو مَنُو، وأيُّون؟ لمن قال: جاءنى رجل أو قوم .. وإما إنكارىّ لزيادة مدة الإنكار فيه، وهو الواقع فى سؤال مقصود به إنكار خبر المخبر، أو كون الأمر على خلاف ما ذُكِر فيه، وحينئذ فإِن كانت الكلمة منونة كسر التنوين، وتعينت الياء مدة، نحو أزَيدُنِيه بضم الدال، وأزيدَنيه بفتحها وأزيدِنيه بكسرها، وكسر النون فى الجميع، لمن قال: جاء زيدٌ، أو رأيتُ زيدًا، أو مررت بزيد. وإن لم تكن منونة أتى بالمدّ من جنس حركة آخر الكلمة، نحو أعُمَرُوه وأعمرَاه، وأحَذَامِيه، لمن قال جاء عَمَرُ، ورأيتُ عُمَر، ومررت بحَذَام. وإما تذكُّريّ، وهو المقصود به تذكر باقى اللفظ، فيؤتى فى آخر الكلمة بمَدّة مجانسة لحركة آخرها، كقالا، ويقولُوا، وفى الدَّاري)). ومما هو جدير بالملاحظة أن أبا البقاء العُكْبَرِيّ البغدادِيّ في كتابه ((إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث النبوي)) يوردُ حديثا ورد عن رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ وردت فيه العلامة ((نيه))، في سياق قصة الصحابي جُلَيْبِيْب وزواجه، ويفسرها كما يلي، قال: ((فِي حَدِيث أبي بَرزَة ــ نَضْلَة بن عبيد أَنه قَالَ فِي حَدِيث جليبيب: ((فَقَالَت أمُّهَا أجليبيب إنيه؟ جمَاعَة من الْمُحدثين يخلطون فِي هَذَا اللَّفْظ، وَالصَّوَاب فِيهِ وَجْهَان: أَحدهمَا: أجليبيب نيه؟ ! وَحَقِيقَته: أَنه تَنْوِين كسر وأشبعت كَسرته فَنَشَأَتْ مِنْهَا الْيَاء، ثمَّ زيدت الْهَاء ليَقَع الْوَقْف عَلَيْهَا. وَالثَّانِي: أجليبيب إنيه؛ ((فإنيه)) كلمة مُنْفَصِلَة مِمَّا قبلهَا))، المرجع تحقيق: د. عبد الحميد هنداوي، مؤسسة المختار للنشر والتوزيع، القاهرة، ط ١، ١٤٢٠ هـ، ١٩٩٩ م، ص ١٨٠