للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

» نسبيٌّ، يعرف بها الجنس والمقصود إما عام للجنس كله أو خاص لأحد أفراده، فهي في قوة الضمير عموما، [مثل]: {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} النازعات: ٤٠: نهى نفسه عن هواها.

- العهدية، وهي تنقسم إلى:

» العهد الذكري، تعرف مذكورا سابقا، وتكون في قوة ضمير الغائب، مثل قوله تعالى: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ}.

» العهد الذهني، تعرف مفهوما مشتركا بين المُتَكَلِّم والسامع إذا ذكر انصرف الذهن إليه، فهي في قوة ضمير الإشارة، مثل قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} = هذا النبي الذي تعرفونه.

» العهد الحضوري: يعرف بها حاضر يراه المُتَكَلِّم والسامع، فهي أيضا في قوة ضمير الإشارة، نحو: من الرجل؟ = من هذا الرجل) (١).

يتضح من التقسيم السابق مدى ارتباط هذه الأداة بالسِّياق، فلا يمكن الوقوف على كلِّ هذه المعاني السِّياقِيَّة لتلك الأداة إلا بمعونته. ويقرر د. تَمَّام حسان أَنَّ «أل» التي تأتي موصولة أو للجنس النسبي أو للعهد الذكرى يربط بها السِّياق، وأَنَّها جميعها «في قوة الضمير الغائب») (٢). ويُعلَم أَنَّ الضمائر تلعب دورا أساسيا في تماسك النَّصّ.

وإذا كانت «أل» مثل الضمير، والضمير لا يُأْتَى به، ولا يحل محل اسم إلا إذا عرف المُتَكَلِّم مرجع هذا الضمير وما المقصود به؛ فَإِنَّ هذا الكلام ينسحب أيضا على «أل»؛ أي أَنَّ السِّياق في نهاية الأمر يتحكم في أل كما يتحكم في الضمير.

ويشير سيبويه إلى دور السِّياق في تحديد دلالة تلك الأداة بقوله: «وأما الألف واللام فنحو الرجل والفرس والبعير وما أشبه ذلك. وإِنَّمَا صار معرفة لأَنَّكَ أردت بالألف واللام الشيء بعينه دون سائر أمته، لأَنَّكَ قلت: مررتُ برجلٍ، فَإِنَّك إِنَّمَا زعمت أَنَّكَ إِنَّمَا مررت بواحدٍ ممن يقع عليه هذا الاسمُ، لا تريد رجلا بعينه يعرفه المخاطَب. وإذا أدخلتَ الألف واللام فَإِنَّما تُذكّره رجلا قد عرَفه، فتقول: الرجل الذي من أمره كذا وكذا؛ ليتوهم الذى كان عهدَه ما تذكر من أمره») (٣).


(١) هذا التقسيم نقلتُه عن أستاذنا الدكتور تَمَّام حسان: البيان في روائع القرآن، مكتبة الأسرة ــ الهيئة المصريَّة العامة للكتاب، القاهرة، ) ٢٠٠٢ م (، ١/ ١٤٧
(٢) السابق: ١/ ١٤٨
(٣) سيبويه: الكتاب، ٢/ ٥

<<  <   >  >>