للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

••يقول الإمام ابن قيم الجوزية ــ رحمه الله ــ: «السِّياق يرشد إلى تبيين المُجمل، وتعيين المحتمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد ... وهذا من أعظم القرائن الدالة على مراد المُتَكَلِّم، فمن أهمله غلط في نظره، وغالط في مناظرته» (١).

••ويذكر ابن جني: «فلو كان استماع الأذن مغنيا عن مقابلة العين مجزئا عنه لما تكلَّف القائل ولا كلَّف صاحبه الإقبال عليه والإصغاء إليه» (٢).

• ويشير د. إبراهيم أنيس: «أين هذا الكلام المستقل بالفهم الذي لا نستعين فيه بكلام سبقه ولا بتجارب ماضية ولا بإشارات الأيدي وتعابير الوجوه في كثير من الأحيان؟ » (٣).

• ونجد قول د. كمال بشر: «الكلام منعزلا عن مسرحه أو مقامه ضرب من الضوضاء ... وعزل الكلام عن هذا الموقف الحي يحيله إلى شيء مُشَوَّه ممسوخ» (٤).

• ويؤكد د. بدراوي زهران: «اللُّغَة تنبع من واقع حي تتفاعل معه عناصرها المختلفة؛ فتحمل من ظلال هذا الواقع وإيحاءاته عناصر كثيرة تمتزج بعناصر بنيتها الأساسيَّة ... إنها تنبثق عن أحوال المخلوقين وعاداتهم وما فُطروا عليه في ظاهر أمرهم وموضوع جبلتهم» (٥).

• ويقول د. عبد العزيز موافي: «النَّصّ ــ أي نصّ ــ هو رسالة لا يمكن أَنْ تكونَ موجَّهة إلى لا أحد وإلا تحولت إلى فعل عبثي» (٦).


(١) بدائع الفوائد: دار التقوى للنشر والتوزيع، القاهرة، ) ٢٠٠٦ م (، ٤/ ٨، وتشير د. نادية رمضان إلى أن ابن القيم يُعد صاحب نظرية سياق الحال. يُنْظَر: د. نادية رمضان النجار: اللُّغَة وأنظمتها بين القدماء والمحدثين، دار الوفاء، الإسكندرية، ) بدون تاريخ للطبعة (، ص ٢١٣
(٢) الخصائص، ت: محمد علي النجار، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة سلسلة الذخائر، ع ١٤٦،
١/ ٢٤٧، ويقول أيضا في موضع ثان: (( ... وكذلك إِنْ ذممته ووصفته بالضيق قلت: سألناه وكان إنسانًا! وتزوي وجهك وتقطِّبه، فيغني ذلك عن قولك: إنسانًا لئيمًا أو لحزًا أو مبخلًا أو نحو ذلك.)) ٢/ ٣٧١
(٣) من أسرار اللُّغَة، مكتبة الأنجلو المصريَّة، القاهرة، ط ٧، ) ١٩٩٤ م (، ص ٢٧٧
(٤) دراسات في علم اللُّغَة، ص ٥٧ ــ ٥٨
(٥) (من قضايا اللُّغَة وجوب تحليل البناء اللغويّ من خلال مسرح الحدث الذي دار عليه)): د. بدراوي زهران، مجلة مجمع اللُّغَة ع ٥٠، ص ٩٨ ــ ١٠٢
(٦) د. عبد العزيز موافي: الرؤية والعبارة: مدخل لفهم الشعر، الهيئة المصريَّة العامة للكتاب ــ مكتبة الأسرة، القاهرة، ط ١، ) ٢٠١٠ م (، ص ٦٥

<<  <   >  >>