للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وقال الصَّبَّان في حاشيته: «والصحيح أَنَّ الاستثناء حقيقة في المتصل مجاز في المنقطع لتبادر المتصل منه إلى الفهم عند التجَرُّد عن القرائن») (١).

وقد قام الأستاذ الدكتور تَمَّام حسان ــ رحمه الله ــ بوضع نظَرِيَّة للقرائن، وقام بتقسيمها إلى القرائن المَادِيَّة، والقرائن العقلِيَّة، وقرائن التعليق، وقسم هذه الأخيرة إلى: مقالِيَّة) معنوِيَّة / لفظِيَّة (وحالِيَّة (٢). وفي مقال في مجلة فصول أشار د. تَمَّام إلى أصناف من القرائن، وهي:

أالقرائن اللفظِيَّة: البنية، الإعراب، الربط، الرتبة، المطابقة، التضام.

ب القرائن المعنوِيَّة: التي هي أصول الوظائف النحوِيَّة.

ت القرائن الحالِيَّة: كأنواع الانفعالات، وتقطيبات الوجه، وطريقة الأداء الصوتي والإشارات.

ث القرائن الخارِجِيَّة: وهي ما يسمونه Context of Situation أو الظروف التي صاحبت إنتاج النَّصّ، ومنها أسباب نزول الآيات القُرْآنِيَّة، وذكر الظروف التي قيلت من أجلها القصيدة) (٣).

وفي أكثر من موضع أشار د. تَمَّام إلى أَنَّ قرينة السِّياق «هي كبرى القرائن اللفظِيَّة») (٤)؛ وذلك لأَنَّ «الكلام وهو مجلى السِّياق لا بُدَّ أَنْ يحمل من القرائن المقالِيَّة «اللفظِيَّة» والمقامية

«الحالِيَّة» ما يعيِّن معنًى واحدًا لكل كلمة. فالمعنى بدون المقام «سواء أكان وظيفيًّا أم معجميًّا» متعدد ومحتمل؛ لأَنَّ المقام هو كبرى القرائن، ولا يتعيّن المعنى إلّا بالقرينة») (٥).

وإذا نظرنا إلى علاقة القرينة بالسِّياق نجد أَنَّ مصطلح القرينة أعم والسِّياق أخصُّ، أي أَنَّ السِّياق قرينة من القرائن؛ وقد جعل د. فاضل السامرائي السِّياق القرينة الخامسة في التقسيم التفصيلي للقرائن الذي ذكره في كتابه «الجملة العربِيَّة والمعنى») (٦).


(١) حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفِيَّة ابن مالك، ٢/ ٢١٠
(٢) د. تَمَّام حسان: اللُّغَة العَرَبِيَّة معناها ومبناها، ص ١٩٠
(٣) ينظر مقال: اللُّغَة والنقد الأدبي، د. تَمَّام حسان، مجلة فصول، مجلة النقد الأدبي، المجلد الرابع، العدد الأول ١٩٨٣ بعنوان: النقد الأدبي والعلوم الإنسانيَّة، الهيئة المصريَّة العامة للكتاب، ص ١٢٧
(٤) اللُّغَة العَرَبِيَّة معناها ومبناها، ص ١٤٨
(٥) السابق، ٣٩
(٦) ص ٦٣، وأشار سيادته في نفس الموضع إلى أن هناك فرقا بين السِّياق والمقام ولَكِنَّهما قد يتداخلان،
فـ ((السِّياق هو مجرى الكلام وتسلسله واتصال بعضه ببعض. وأما المقام فهو الحالة التي يقال فيها الكلام، وذلك كَأَنَّ يكون المقام مقام حزن وبكاء أو مقام فرح وسرور ... )).

<<  <   >  >>