للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

والحديث هو اسم من التحديث وهو الإخبار ثم سمي به قول أو فعل أو تقرير نسب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - (١) .

وجمع المحدثون بين طريقتي الحفظ والتدوين، وظهرت مراحل تدوينه وحفظه من المسانيد إلى الصحاح.

وأقيم العلم على صروح متينة من التنقيح والتعديل والتجريح والتثبت من صدق الرواة الناقلين للحديث، وانكبّ على خدمته الآلاف من العلماء يتناقلونه جيلاً بعد جيل بحرص ودأب دون أن يعتريهم الكلل أو الملل. بل يحدوهم الفخار والزهو لأنهم يؤدون عملاً يتقربون به إلى الله تعالى ودخل في دائرة العبادة، لأنهم يحافظون على سنة رسولهم - صلى الله عليه وسلم -، التي بها يعرف المسلمون تفاصيل عبادتهم ويتفقهون في دينهم ويستنبطون أحكامه ويعرفون شريعته ويقفون على أحكامه وأوامره ونواهيه، فإن السنة تعكس مرآة صادقة لحياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأقواله وأفعاله وتقريراته، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "نضَّر الله امرءا سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها" (٢) .

[سلاسل الإسناد]

ويمتد الإسناد - نقلاً عن العلماء - إلى الصحابة وتابعيهم.

ويبدأ بالصحابة وعلى رأسهم العشرة المبشّرون بالجنة إلى غيرهم وهم أعلم الأمة وأخصها بعلم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعلم خاصته مثل الخلفاء الراشدين وسائر العشرة، ممن كان أخص الناس بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وأعلمهم بباطن أمورهم وأتبعهم لذلك.

وقام العلماء المحققون أمثال مالك وابن حنبل والبخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي وأبو داود والترمذي وأبو يعلى، والدارمي إلى الحاكم والبيهقي والدارقطني والديلمي وابن عبد البر وأمثالهم (٣) كل هؤلاء قاموا بدورهم في خدمة هذا العلم ينفون عنه تحريف المغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.

وأصل هذا الحديث عن أسامة بن زيد رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:


(١) القاسمي: قواعد التحديث ص ٦١.
(٢) رواه الشافعي والبيهقي عن ابن مسعود (القاسمي - قواعد التحديث ص ٤٨) .
(٣) قواعد التحديث ص ٣٤١.

<<  <   >  >>