فأمامك وتحت قدميك الأرض فنقّب فيها، وغّصْ في أعماقها فاستخرج لهم منها معجزات إن استطعتّ؟! وإن ضاقت عليك الأرض أو لم تجد فيها معجزات فإن فوقك السماء. فهل تستطيع أن تجد لك سَلَّمّاً لتصعد فيها فُتنْزِل لهم منها معجزة أو معجزات كي يؤمنوا وتستريح من عناء الحرص عليهم والإشفاق بهم؟!
ولا ريب أن الرسول حينما ووجه من ربه بهذا الإعجاز القاهر أدرك أنه دون هذا بكثير.
ثم كان ختام هذا التعقيب: إن مقاليد الأمور - كلها - بيد الله، ولو شاء لجعلهم أمة واحدة على أهدى قلب رجل واحد. فوطّن نفسك يا محمد على هذه السُنَّة الإلهية الحكيمة، وإيَّاك أن تكون ممن يجهلون سنن الله في خلقه.
إنه لتوجيه كريم، وتربيه قويمة، وتبصير مبين، يعود بصاحب الدعوة إلى أصل الرسالة: إنه التبليغ وحده مع ذكر الدلائل والبراهين التي أرشده إليها ربه، ولا عليه بعد ذلك أن يؤمن الناس جميعاً أو يعرضوا جميعاً.
وقد تكرر هذه التوجيه في إيجاز في مواضع، وفي إسهاب في مواضع أخرى: