للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وممن وقفت على كلام له يسمي فيه رواية الراوي عمن لم يدركه تدليساً ابن حبان، فقد قال في عبدالجبار بن وائل بن حجر: "مات أبوه وائل وأمه حامل به، كل ما روى عن أبيه مدلَّس، وإن كان لا يصغر عن صحبة الصحابة" (١).

وعلى هذا مشى الذهبي في تعريف التدليس فقال: "ما رواه الرجل عن آخر ولم يسمعه منه، أو لم يدركه" (٢)، وقال في ترجمة أبي قلابة: "ثقة في نفسه، إلا أنه يدلس عمن لحقهم ومن لم يلحقهم، وكان له صحف يحدث منها ويدلس" (٣).

ويحتمل ـ على بُعد ـ أن يفسر الإدراك واللحاق في كلام الذهبي باللقي والسماع.

ومن نصوص الجمهور في هذا وأن رواية الراوي عمن لم يدركه لا تعد تدليساً قول أبي حاتم في أبي قلابة عبدالله بن زيد الجرمي: "لا يعرف له تدليس" (٤)، مع أن أبا قلابة قد روى عن أناس لم يدركهم (٥)، فتفسير ذلك أن يكون


(١) "مشاهير علماء الأمصار" ص ١٦٣.
(٢) "الموقظة" ص ٤٧.
(٣) "الميزان" ٢: ٤٢٦.
(٤) "الجرح والتعديل" ٥: ٥٨.
(٥) انظر: "المراسيل" ص ١٠٩.

<<  <   >  >>