للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألف فيهم ابن المديني كتاباً (١)، وكذا الدارقطني (٢)، ثم الخطيب البغدادي (٣)، وسمى النسائي عدداً منهم في جزء صغير (٤).

وفي أحايين كثيرة يكون الرمي بالتدليس من قبل الأئمة قصد به المنافحة عن الراوي، وذلك بتبرئته من أحاديث منكرة يرويها، فيدفعون عنه تعمد الكذب أو الغلط، كما تقدم آنفاً من كلام أحمد في داود بن الزبرقان.

ومثله وصفه لعبدالله بن واقد أبي قتادة الحراني، قال عبدالله بن أحمد: "قلت لأبي: إن يعقوب بن إسماعيل بن صبيح ذكر أنه كان يكذب، فعظم ذلك عنده جداً، وقال: كان أبوقتادة يتحرى الصدق، وأثنى عليه، وقال: قد رأيته، يشبه أصحاب الحديث، وأظنه كان يدلس، ولعله كبر فاختلط" (٥).

وقال ابن المديني: " لم أجد لابن إسحاق إلا حديثين منكرين: نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا نعس أحدكم يوم الجمعة"، والزهري، عن عروة، عن زيد بن خالد: "إذا مس أحدكم فرجه"، هذان لم يروهما عن أحد،


(١) "الفهرست" لابن النديم ص ٢٨٦، و"معرفة علوم الحديث" ص ٧١، و"تاريخ بغداد"
١٠: ٩.
(٢) "النكت على كتاب ابن الصلاح" ٢: ٦٥٠.
(٣) "الكفاية" ص ٣٦١، وفيه: "وأخبار المدلسين تتسع، وقد ذكرت أسماءهم، وسقت كثيراً من رواياتهم المدلسة في كتاب "التبيين لأسماء المدلسين"، وانظر أيضاً: ص ٣٥٧.
(٤) "سؤالات السلمي للدارقطني" ص ٣٦٧ - ٣٧٠، و"سير أعلام النبلاء" ٧: ٧٤.
(٥) "الجرح والتعديل" ٥: ١٩١، وانظر: "العلل ومعرفة الرجال" ٢: ٥٤ فهو فيه مطول.

<<  <   >  >>