للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إما جزماً أو احتمالاً، فلا عهدة عليه بيقين، مثال ذلك قصة محمد بن القاسم ابن سميع الآتية، فقد سقط من الإسناد رجل واهٍ، بينه وبين ابن أبي ذئب، ثم تبين أن الإسقاط ممن بعده.

وكذلك حديث جعفر بن مسافر، عن كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن عمر مرفوعاً: " إذا دخلت على مريض فمره أن يدعو لك ... " الحديث (١)، فقد سقط من إسناده بين كثير بن هشام، وجعفر ابن برقان رجل ضعيف جداً، وهو عيسى بن إبراهيم الهاشمي.

قال ابن حجر بعد أن ذكر ذلك: "فكأن جعفر (يعني ابن مسافر) يدلس تدليس التسوية، إلا أني وجدت في نسختي من ابن ماجه تصريح كثير بتحديث جعفر له، فلعل كثيراً عنعنه، فرواه جعفر عنه بالتصريح، لاعتقاده أن الصيغتين سواء من غير المدلس، لكن ما وقفت على كلام أحد وصفه (يعني كثير بن هشام) بالتدليس، فإن كان الأمر كما ظننت أولاً، وإلا فيسلم جعفر من التسوية، ويثبت التدليس في كثير، والله أعلم" (٢).

وهناك احتمالات أخرى في هذا المثال، مثل أن يكون السقط وقع خطأ من أحدهما لا على سبيل التدليس، وقد يكون قد وقع الإسقاط كذلك من ابن ماجه، أو من الناسخ.


(١) " سنن ابن ماجه " حديث (١٤٤١).
(٢) "تهذيب التهذيب" ٢: ١٠٧.

<<  <   >  >>