للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبي حمزة، ويونس بن يزيد (١)، فدل على أن في رواية ابن إسحاق تجوزاً وتسامحاً، وأن المقصود بها عن قصة عبدالله بن زيد.

وأخرج الترمذي من طريق مالك بن مغول، عن عبدالرحمن بن سعيد بن وهب، أن عائشة رضي الله عنها - زوج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قالت: "سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} ... " الحديث، ثم قال الترمذي: " وقد روي هذا الحديث عن عبدالرحمن بن سعيد، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - نحو هذا " (٢).

فعلق أحد الباحثين على كلام الترمذي هذا بأنه لم يقف عليه من حديث أبي هريرة، وإنما وقف عليه من رواية أبي هريرة، عن عائشة، وذكر في ذلك ما أخرجه ابن جرير من طريق عمرو بن قيس الملائي، عن عبدالرحمن بن سعيد، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: "قالت عائشة: يا رسول الله {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} ... " الحديث (٣).

ولم ينتبه الباحث إلى أن هذا الحديث لأبي هريرة، وليس لعائشة، فهو يحكي قصتها، لا يرويها عنها.

ولما ذكر أحد الباحثين حديث محمد بن عمرو الواقفي، عن محمد بن


(١). رواية ابن إسحاق أخرجها أحمد ٤: ٤٢، وابن خزيمة حديث (٣٧٣)، ورواية معمر أخرجها عبدالرزاق حديث (١٧٧٤)، ورواية شعيب أخرجها يعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" ١: ٢٦٠، والبيهقي ١: ٤٢٢، ورواية يونس أخرجها البيهقي ١: ٤١٤.
(٢). "سنن الترمذي" حديث (٣١٧٥)، وحديث عائشة أخرجه أيضاً ابن ماجه حديث (٤١٩٨)، وأحمد ٦: ١٥٩، ٢٠٥.
(٣). "تفسير ابن جرير " ١٨: ٣٣.

<<  <   >  >>