للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سيرين، عن محمد بن عبدالله بن زيد قال: ((أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأذان شيئاً فجاء عمي عبدالله بن زيد .... )) الحديث (١) - عبر هذا الباحث عن هذا الإسناد حين أراد أن يبين الاختلاف على محمد بن عمرو حيث رواه على أوجه أخرى - بقوله: "فقال مرة: عن محمد بن سيرين، عن محمد بن عبدالله بن زيد، عن عمه عبدالله بن زيد، كما عند البخاري في تاريخه".

والمؤاخذة على الباحث إن كان لا يدرك الفرق بين حكاية قصة الشخص، وبين الرواية عنه، أما إن كان يدرك ذلك، وأراد التسامح، دون أن يبني عليه شيئاً، فالخطب سهل، فإن الأئمة يتسامحون كثيراً في حكاية الرواية، كما يفعله الدارقطني في كتابه "العلل"، وذلك حين يسوق الاختلاف، يستخدم (عن)، وإن كان الراوي يحكي القصة، فإذا روى الدارقطني هذا رواية أتى بالإسناد كما هو (٢)، فينتبه لذلك.

ولا شك أن الفرق بين الرواية عن الشخص، والرواية لقصته - من المواضيع الدقيقة في علم الرواية، فهو مزلة قدم، سواء للمتكلمين على الأسانيد، أو للرواة أنفسهم أيضاً، فحديث البهزي الذي تقدم التمثيل به قريباً جاء من رواية عباد بن العوام، ويونس بن راشد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عيسى بن طلحة، عن عمير بن سلمة، أن البهزي أخبره (٣).

ولو صح هذا لم يستقم أن يقال: إن من قال فيه: عن عمير بن سلمة، عن


(١). "التاريخ الكبير" ٥: ١٨٣، و"سنن البيهقي" ١: ٣٩٩.
(٢). ينظر مثلاً: "العلل" ١: ١٩٣ - ٢١١.
(٣). "علل الدراقطني " ٤: الورقة ١١٩.

<<  <   >  >>