للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتأخرون بكثرة.

فمن ذلك قول المنذري: "أبووائل أدرك معاذاً بالسن، وفي سماعه عندي نظر، وكان أبووائل بالكوفة، ومعاذ بالشام" (١).

وكذا قال ابن رجب: "لم يثبت سماع أبي وائل من معاذ، وإن كان قد أدركه بالسن، وكان معاذ بالشام، وأبووائل بالكوفة، ومازال الأئمة كأحمد وغيره يستدلون على انتفاء السماع بمثل هذا" (٢).

وقال أيضاً: "حكى أبو زرعة الدمشقي عن قوم أنهم توقفوا في سماع أبي وائل من عمر، أو نفوه، فسماعه من معاذ أبعد" (٣).

ولعل مراده أن سماع من بالكوفة ممن هو بالمدينة أقرب من سماعه ممن هو بالشام، فإذا انتفى الأقرب انتفى الأبعد، يضاف إلى ذلك أن معاذاً مات قبل عمر.

وقال العلائي في سفيان بن هاني الجيشاني: "هو تابعي سمع من علي، وأبي ذر - رضي الله عنهما - ومن غيرهما"، ثم استدرك قائلاً: "وأظن روايته عن أبي ذر مرسلة، لأنه مصري وفد على علي - رضي الله عنه - في خلافته، وأبوذر مات في خلافة عثمان - رضي الله عنهما - " (٤).


(١). "الترغيب والترهيب" ٣: ٥٢٩.
(٢). "جامع العلوم والحكم" ص ٢٥٥.
(٣). "جامع العلوم والحكم" ص ٢٥٥، وانظر: "تاريخ أبي زرعة الدمشقي" ١: ٦٥٦ - ٦٥٧، فقرة (١٩٦١ - ١٩٦٣).
(٤). "جامع التحصيل" ص ٢٢٦، وانظر: "الإصابة" ٥: ١٢.

<<  <   >  >>