للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا السبب يبحث النقاد عن مكان سماع الراوي ممن روى عنه إذا لم يكن من أهل بلده، ولم يرحل أحدهما إلى بلد الآخر، أو كانت رحلة أحدهما إلى بلد الآخر غير مشهورة، كما في قول سفيان بن عيينة: "قلت لابن سوقة: أين رأيت نافع بن جبير؟ قال: رأيته جاء إلى أبي، قال - سفيان -: وكان قدم الكوفة زمن الحجاج، وكان سوقة رجلاً بزازاً معروفاً يشتري لهم حوائجهم " (١).

وقال عبد الله بن أحمد: "سألت أبي: أين سمع قتادة من سالم بن أبي الجعد؟ قال: بالكوفة، أو بمكة، وأنكر أن يكون سمع منه بالشام، وقال: قد جاء قتادة إلى الكوفة، إلى الشعبي" (٢).

وقال عباس الدوري: "قلت ليحيى: إن ابن شبرمة يروي عن ابن سيرين، قال: دخل ابن سيرين الكوفة في وقت لم يكن ابن شبرمة، ولكن لعله سمع منه في الموسم" (٣).

وقال أبو زرعة: "لقي الشعبي فاطمة بنت قيس بالحيرة" (٤).

وكانت فاطمة قد وفدت على أخيها الضحاك بن قيس في ولايته على الكوفة (٥).

- ومن القرائن أيضاً أن يروي الراوي عن شخص ثم يروي عنه بواسطة،


(١). " التاريخ الكبير " ١: ١٠٢.
(٢). "العلل ومعرفة الرجال" ٣: ٥١٥٦.
(٣). "تاريخ الدوري عن ابن معين " ٢: ٥٢١.
(٤). "أسئلة البرذعي لأبي زرعة" ص ٧٦٤.
(٥). "الإصابة" ١٣: ٨٦.

<<  <   >  >>