للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأصحابه في خوف (١) فجعلهم خلفه صفين، فصلى بالذين يلونه ركعة، ثم قام فلم يزل قائمًا حتى صلى الذين خلفهم ركعة، ثم تقدموا وتأخر الذين كانوا قُدّامَهُمْ، فصلى بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعة، ثم قعد حتى صلى الذين تخلفوا ركعة، ثم سلم] (٢).

الشكل الثاني: صفان خلف الإمام، يركع بهم جميعًا، ثم يسجد بالصف الأول والآخرون قيام يحرسونهم، فإذا قاموا سجد الآخرون، ثم تأخر الصف الأول لمكان الثاني، وتقدم الثاني لمكان الأول، ثم يركع بهما ويسجد بالأول والآخرون يحرسونهم، فإذا جلس الإمام والصف الذي يليه سجد الآخرون ثم جلسوا جميعًا ثم سلم بهم جميعًا.

والدليل ما روى أبو داود عن أبي عياش الزرقي قال: [كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعُسْفان، وعلى المشركين خالد بن الوليد، فصلينا الظهر، فقال المشركون: لقد أصبنا غرة. لقد أصبنا غفلة، لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة، فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر، فلما حضرت العصر، قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مستقبل القبلة والمشركون أمامه، فصَفَّ خلفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صف، وصفَّ بعد ذلك الصف صف آخر، فركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وركعوا جميعًا، ثم سجد وسجد الصف الذين يلونَهُ، وقام الآخرون يحرسونهم، فلما صلى هؤلاء السجدتين وقاموا سجد الآخرون الذين كانوا خلفهم، ثم تأخر الصف الذي يليه إلى مقام الآخرين، وتقدم الصف الأخير إلى مقام الصف الأول، ثم ركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وركعوا جميعًا، ثم سجد وسجد الصف الذي يليه، وقام الآخرون يحرسونهم.

فلما جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصف الذي يليه سجد الآخرون، ثم جلسوا جميعًا، فسلم عليهم جميعًا، فصلاها بعُسْفان، وصلاها يوم بني سليم] (٣).

الشكل الثالث: صف خلف الإمام وصف وجاه العدو، فيصلي بالأول ركعة ويثبت قائمًا، ويتموا لأنفسهم ركعة ثم يسلموا وينصرفوا وجاه العدو، ثم تجيء الطائفة الأخرى، واختلف في السلام.


(١) والمراد كما في رواية: يوم ذات الرقاع.
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤١٣١)، كتاب المغازي، وانظر كتابي: السيرة النبوية (٢/ ١١٥٧) لتفصيل أشكال صلاة الخوف في عهد النبوة.
(٣) حديث صحيح. انظر صحيح سنن أبي داود -حديث رقم- (١٠٩٦)، باب صلاة الخوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>