للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ٢. قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (١) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢)}.

في هذه الآيات: أَمْرٌ من الله لعباده المؤمنين بالوفاء بالعهود والمواثيق. وإعْلامٌ بكون بهيمة الأنعام حلالًا إلا ما استثني بنص تحريم الميتة والدم وما أهل لغير الله وما شابهه، وكذلك حالة الإحرام حرم عليكم الصيد، والله سبحانه له الحكم يحكم ما يشاء. ثم فيها نهي عن تعدي حرمات الله وحدوده، والقتال في الشهر الحرام - إلا حالة الاعتداء - ولا تتركوا الإهداء إلى البيت، ففيه تعظيم لشعائر الله، وكذلك لا تتركوا تقليدها في أعناقها، لِيُعْلَمَ أنها هَدْيٌ إلى الكعبة، ولا تستحلوا قتال القاصدين بيت الله الحرام فمن دخله كان آمنًا، فإذا فرغتم من إحرامكم وحَلَلْتُم حَلَّ لكم الصيد، ولا يَحْمِلَنَّكُم بغض قوم كانوا صدوكم عن الوصول إلى المسجد الحرام - عام الحديبية - أن تقتصوا منهم ظلمًا، بل أقيموا العدل في كل أحد، وتعاونوا على فعل الخيرات، ولا تعاونوا على فعل الآثام والمنكرات، واتقوا الله واحذروا أن تنزل بكم العقوبات.

<<  <  ج: ص:  >  >>