للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبنو العلات. هم أولاد الرجل الواحد من نساء شتى.

ثم كان بعد ذلك يا محمد ما أنزل إليك وهو القرآن العظيم. قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: ٤٨].

والقرآن هو آخر كتاب من الله إلى البشر، يُسألون عن التحاكم إليه يوم القيامة، وهو أكبر معجزة في الأرض إلى قيام الساعة.

ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة] (١).

وقد روي عن بعض السلف وصف هذا القرآن بقوله: (كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، مَنْ تركه من جبَّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلَقُ عن كثرة الرَّد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سعته حتى قالوا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} من قال به صدق، ومن عمل به أُجِر، ومن حَكَمَ به عَدَل، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم).

وقد اختلف فيهم من هم المعنيون بهذه الآية {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} على ثلاثة أقوال:

١ - هم الموصوفون أولًا، هم الموصوفون ثانيًا، وهم كل مؤمن، مؤمنو العرب ومؤمنو أهل الكتاب وغيرهم كما قال مجاهد وأبو العالية، ورجحه الحافظ ابن كثير رحمهم الله حميعًا.

٢ - هما واحد مؤمنو أهل الكتاب والواو عاطفة.

٣ - الموصوفون أولًا مؤمنو العرب والموصوفون ثانيًا هم مؤمنو أهل الكتاب. وقد روي هذا عن ابن مسعود وعن ابن عباس واختاره ابن جرير.


(١) حديث صحيح. رواه البخاري في صحيحه (٤٩٨١)، (٧٢٧٤)، وراه مسلم في الصحيح (١٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>