وقوله: {كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ}.
يعني هؤلاء الرسل الكرام: زكريا ويحيى وعيسى وإلياس صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وقوله: {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا}.
المعنى: وكذلك هدينا أيضًا من تلك الذرية {إسماعيل}، وهو: إسماعيل بن إبراهيم، {واليسع}، وهو: اليسع بن أخْطُوب بن العجوز، كما ذكر ابن جرير.
قال القرطبي: (وتوهّم قوم أن اليسع هو إلياس، وليس كذلك، لأن الله تعالى أفرد كل واحد بالذكر. وقال وهب: اليسع هو صاحب إلياس، وكانا قبل زكرياء ويحيى وعيسى). وقيل: إلياس هو الخضر، وقيل: بل اليسع هو الخضر، والله تعالى أعلم.
{ويونس}: هو يونس بن متى. {وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} يعني: على عالم أزمانهم.
وقوله: {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ}.
يعني: وهدينا كذلك مما لم نذْكر آخرين سواهم من آباء مَنْ سمَّيْنا، وكذلك من ذرياتهم وإخوانهم، هديناهم للحق والدين الخالص {وَاجْتَبَيْنَاهُمْ}. قال مجاهد: (أخلصناهم).
وقوله: {وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
وهو الدين الحق الذي ارتضاه الله للأنبياء والرسل والعباد.
وقوله: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}.
أي: هذا التسديد والتوفيق لطاعة الله على منهاج الرسل الكرام - صلوات الله وسلامه عليهم - إنما هو شرف يؤتيه الله من يشاء من عباده، واصطفاء واجتباء منه سبحانه، فهو أعلم حيث يجعل رسالته، وهو أعرف بقلوب عباده وحبهم له ولطاعته وإقامة دينه كما قال جل ذكره: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}.
وقوله: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
تحْذيرٌ من مغبة الشرك وتَغْليظٌ لأمره. وهذا شرط، والشرط لا يقتضي جواز الوقوع، كقوله تعالى: ({قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف: ٨١]. وكقوله