للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُسْلِمُونَ} [البقرة: ١٣٣]، فإسماعيل عمه، ودخل في آبائه تغليبًا. وكما في قوله: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٣٠) إِلَّا إِبْلِيسَ. .} [الحجر: ٣٠، ٣١]، فدخل إبليس في أمر الملائكة بالسجود، وذُمَّ على المخالفة، لأنه كان قد تشبه بهم، فعومل معاملتهم ودخل فيهم تغليبًا، وإلا فهو كان من الجِنّ وطبيعته من النار والملائكة من نور).

قلت: وكلا المعنيين حق، ويحتملهما السياق، وإعجاز البيان الإلهي الكريم.

و(داود): هو داود بن إيشا. و (سليمان) هو ابنه: سليمان بن داود. و (أيوب): هو أيوب بن موص بن رازح بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم. و (يوسف): هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. و (موسى): هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب. و (هرون): هو أخو موسى.

وقوله: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.

قال النسفي: (ونجزي المحسنين جزاء مثل ذلك، فالكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف).

وقوله تعالى: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ}.

قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: وهدينا أيضًا لمثل الذي هدينا له نوحًا من الهدى والرشاد من ذريته: زكريا بن إدُّو بن برخيَّا، ويحيى بن زكريا، وعيسى بن مريم ابنة عمران بن ياشهم بن أمون بن حزقيا). ثم ذكر قولين في إلياس:

١ - كان ابن إسحاق يقول: هو إلياس بن يسي بن فنحاص بن العيزار بن هرون بن عمران، ابن أخي موسى نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -.

٢ - وكان غيره يقول: هو إدريس. فعن عبد الله بن مسعود قال: ("إدريس" هو "إلياس"، و"إسرائيل"، هو "يعقوب") - ذكره بسنده إليه.

ثم قال شيخ المفسرين: (وأما أهل الأنساب فإنهم يقولون: "إدريس"، جدّ نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ، و"أخنوخ" هو "إدريس بن يرد بن مهلائيل". وكذلك روي عن وهب بن منبه، والذي يقول أهل الأنساب أشبه بالصواب. وذلك أن الله تعالى ذكره نسب "إلياس" في هذه الآية إلى "نوح"، وجعله من ذريته، و"نوح" ابن "إدريس" عند أهل العلم، فمحال أن يكون جدّ أبيه منسوبًا إلى أنه من ذريته).

<<  <  ج: ص:  >  >>