للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول فليس قبلك شَيْء، وأنت الآخر فليس بَعْدَكَ شَيْءٌ، وأنت الظاهرُ فليس فوقكَ شَيْءٌ، وأنت الباطنُ فليس دونك شيءٌ، اقْضِ عنا الدَّينَ وأغْنِنا من الفَقر. وكان يروي ذلك عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -] (١).

وفي رواية: عن سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة قال: [كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمُرُنا، إذا أخذنا مضاجِعَنا أن نقولَ، بمثل حديث جرير، وقال: "من شرِّ كل دابة أنت آخِذٌ بناصيتَها"].

وقوله: {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}.

قال القاسمي: {ذلك} أي: التسيير بالحساب المعلوم {تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ} أي: الغالب على أمره، {العليم} بتدبيرهما، ومراعاة الحكمة في شأنهما).

وقال الرازي: {العزيز} إشارة إلى كمال قدرته، و {العليم} إشارة إلى كمال علمه).

وقوله: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}.

قال ابن عباس: (يضل الرجل وهو في الظلمة والجور عن الطريق).

أي: فجعل الله النجوم يهتدي بها الضال في سبيله في البر أو في البحر، فيعدل مساره.

وفي صحيح البخاري عن قتادة قال: (خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلاماتٍ يُهتدى بها. فمن تأول غير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه، وكلف ما لا عِلْمَ له به).

وفي التنزيل نحو ذلك:

١ - قال تعالى: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل: ١٦].

٢ - وقال تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} [الملك: ٥].

قال شيخ الإسلام رحمه الله: (وقد أخبر سبحانه في كتابه من منافع النجوم، فإنه يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، وأخبر أنها زينة للسماء الدنيا، وأخبر أن الشياطين تُرجم بالنجوم).

قلت: فإن ثمة علمًا صحيحًا يستنبط من دوران النجوم وحركة الشمس والكواكب، وهو علم الفلك الثابت بالحسابات والجداول المعروفة عند أهل هذا التخصص، وهذا


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٢٧١٣) - كتاب الذكر والدعاء، باب الدعاء عند النوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>