رَبِّهِمْ}. قال مجاهد:(عتوا في الباطل، وتركوا الحق). وقال:(علوا عن الحق، لا يبصرون). وقال:(علوا في الباطل). ثم قالوا: {يَاصَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧٧)}.
قال مجاهد:(الرجفة: الصيحة). وقال ابن زيد:({فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ}: ميتين). فأهلكوا بالصيحة التي زلزلتهم وزعزعتهم وحركتهم للهلاك فكانوا كأمس الذاهب.
قال لهم صالح - صلى الله عليه وسلم - بعدما أمره الله تعالى باعتزالهم وقد أوشك حلول نقمته بهم -: لقد أديت إليكم ما أمرت به من تحذيركم بطش ربكم وعذابه إن اخترتم البقاء على شرككم وكفركم ولكنكم لا تحبون الناصحين لكم بترك شهواتكم وأهوائكم وعاداتكم وتقاليدكم الفاسدة الجاهلية.
في هذه الآيات: يقول جل ذكره: واذكر يا محمد لوطًا حين واجه انحراف قومه في إشباع غرائزهم وشهواتهم بطريقة قبيحة فاسدة، إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة بطريقة خبيثة ما سبقكم بها أحد من قبلكم. إنكم لتأتون الرجال بدل النساء، وتسرفون فيما حرّم الله عليكم فكذبوه وردّوه، فأنجاه الله وأهله المؤمنين إلا امرأته، فإنها كانت للوط خائنة، وبالله كافرة. فأمطر الله تعالى قوم لوط حجارة من سجيل فأهلكهم بكفرهم