وقال السدي: (كانوا يقعدون على كل طريق يوعدون المؤمنين). وفي لفظ: (كانوا عشارين، أي: يتوعدون الناس بالقتل إن لم يعطوهم أموالهم). وعن مجاهد: ({وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا}: تلتمسون لها الزيغ).
وقوله: {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ}.
قال القرطبي: (أي: كثّر عددكم، أو كثركم بالغنى بعد الفقر. أي: كنتم فقراء فأغناكم).
وقوله: {وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}.
قال النسفي: (أي: آخر أمر من أفسد قبلكم من الأمم كقوم نوح وهود وصالح ولوط عليهم السلام).
وقوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ}.
قال القاسمي: (يعني: وإن اختلفتم في رسالتي فصرتم فرقتين مؤمنة وكافرة {فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا} أي: بين الفريقين بنصر المحقين على المبطلين، فهو وعد للمؤمنين، ووعيد للكافرين).
وقوله: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا}.
إخبار من الله تعالى عن طريقة الملأ الكافر الذين واجهوا نبي الله شعيبًا ومن آمن معه بالتهديد والوعيد: بالنفي من القرية أو الإكراه على الرجوع في ملتهم.
وقوله: {قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ}.
قال القرطبي: (أي: ولو كنا كارهين تجبروننا عليه، أي: على الخروج من الوطن أو العود في ملتكم. أي: إن فعلتم هذا أتيتم عظيمًا).
وقوله: {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا}.
قال السدي: (يقول: ما ينبغي لنا أن نعود في شرككم بعد إذ نجانا الله منها، إلا أن يشاء الله ربنا، فالله لا يشاء الشرك، ولكن نقول: إلا أن يكون الله قد علم شيئًا، فإنه