للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الحديث: [ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان] (١).

وقوله: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}.

قال القرطبي: (البخس النقص. وهو يكون في السِّلعة بالتعييب والتزهيد فيها، أو المخادعة عن القيمة، والاحتيال في التزيّد في الكيل والنقصان منه. وكل ذلك من أكل المال بالباطل، وذلك مَنْهِيٌّ عنه في الأمم المتقدمة والسالفة على ألسنة الرسل صلوات الله وسلامه على جميعهم).

وقال قتادة: ({وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}، قال: لا تظلموا الناس أشياءهم).

وقوله: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا}.

قال القاسمي: ({وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} أي: بالكفر والظلم {بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} أي: بعدما أصلح أمرها وأهلها الأنبياء وأتباعهم الصالحون العاملون بشرائعهم من وضع الكيل والوزن والحدود والأحكام).

وقوله: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

قال النسفي: ({ذَلِكُمْ} إشارة إلى ما ذكر من الوفاء بالكيل وترك البخس والإفساد في الأرض {خَيْرٌ لَكُمْ} في الإنسانية وحسن الأحدوثة {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} مصدقين لي في قولي).

وقوله: {وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا}.

فيه نهي من شعيب - صلى الله عليه وسلم - قومه عن قطع الطريق المادي والمعنوي: طريق الناس وطريق الحق.

قال ابن عباس: ({وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}، قال: و"الصراط" الطريق، يُخوِّفون الناس أن يأتوا شعيبًا. قال: كانوا يجلسون في الطريق، فيخبرون من أتى عليهم: أن شعيبًا عليه السلام كذاب، فلا يفتنكم في دينكم).


(١) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجه (٤٠١٩). وأخرجه البزار والبيهقي من حديث ابن عمر، وقد مضى بتمامه. انظر صحيح سنن ابن ماجه - حديث رقم - (٣٢٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>