للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى: {الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ}.

قال ابن عباس: ({كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا}، يقول: كأن لم يعيشوا فيها). وقال قتادة: (كأن لم يعيشوا، كأن لم ينعموا). وقال ابن زيد: ({كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} كأن لم يكونوا فيها قط).

قال القرطبي: ({الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ} ابتداء خطاب، وهو مبالغة في الذم والتوبيخ وإعادة لتعظيم الأمر وتفخيمه. ولما قالوا: من اتبع شعيبًا خاسِر قال الله الخاسرون هم الذين قالوا هذا القول).

وقوله تعالى: {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ}.

أي: لقد أدبر شعيب عنهم مغادرًا من بين أظهرهم حين أيقن أن عذاب الله ونقمته لا محالة واقع بهم - وهو يقول -: يا قوم لقد أديت إليكم ما بعثني الله به إليكم وحذرتكم غضبه ومغبة الاستمرار على معصيته وبذلت لكم غاية النصح، فكيف أحزن على قوم كفروا بالله وأمره ووعده ووعيده.

قال ابن عباس: ({فَكَيْفَ آسَى}، يعني: فكيف أحزن).

وقال ابن إسحاق: (أصاب شعيبًا على قومه حُزْن، لما يرى بهم من نقمة الله، ثم قال يعزي نفسه، فيما ذكر الله عنه: {يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ}).

٩٤ - ١٠٢. قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (٩٤) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٩٥) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٩٦) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (٩٧) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ

<<  <  ج: ص:  >  >>