للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث السادس: أخرج أبو يعلى في "المسند"، والحاكم في "المستدرك" بسند حسن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إن الرَّجل ليكونُ له عند الله المَنْزِلَةُ، فما يَبْلُغُها بعمل، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يُبَلِّغَهُ إيّاها] (١).

الحديث السابع: أخرج الترمذي بسند حسن في الشواهد عن جابر بن عبد الله مرفوعًا: [لَيَوَدَّن أهلُ العافية يومَ القيامة أنَّ جلودَهُم قُرِضَتْ بالمقاريض، مما يَرَوْنَ من ثواب أهلِ البلاء] (٢).

وقوله: {فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}.

قال ابن جرير: (يقول: فأخذناهم بالهلاك والعذاب فجأة، أتاهم على غِرّة منهم بمجيئه، وهم لا يدرون ولا يعلمون أنه يجيئهم، بل هُمْ بأنه آتيهم مكذّبون حتى يعاينوه ويَرَوه).

أخرج أبو داود بسند صحيح عن عبيد بن خالد السلمي - رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال مرة: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: [مَوْتُ الفَجْأَةِ أَخْذَةُ أسفٍ] (٣).

وقوله: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}.

قال القرطبي: (يقال للمدينة قرية لاجتماع الناس فيها. من قريت الماء إذا جمعته. {آمَنُوا} أي: صدقوا. {وَاتَّقَوْا} أي: الشرك. {لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} يعني: المطر والنبات). قلت: (ويدخل في البركات كل وجوه الخير المختلفة).

وفي التنزيل:

١ - قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: ١٠ - ١٢].

٢ - وقال تعالى: {وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا


(١) حديث حسن. أخرجه أبو يعلى (٤/ ١٤٤٧ - ١٤٤٨)، والحاكم (١/ ٣٤٤)، وابن حبان (٦٩٣)، وغيرهم. من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) حديث حسن - في الشواهد. أخرجه الترمذي (٢٤٠٤)، والطبراني في "الكبير" - نحوه - (٣/ ١٧٨/ ٢)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة - حديث رقم - (٢٢٠٦).
(٣) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٣١١٠) - باب موت الفجأة. انظر صحيح سنن أبي داود (٢٦٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>