للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكونوا ليؤمنوا بما هم به مكذبون في سابق علمه، قبل مجيء الرسل عند مجيئهم إليهم).

وقوله: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ}.

قال القرطبي: (أي: مثل طبعه على قلوب هؤلاء المذكورين، كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين بمحمد - صلى الله عليه وسلم -).

وقوله: {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ}

مِنْ زائدة، تدل على معنى الجنس. ومن أقوال المفسرين:

١ - قال ابن عباس: (يريد العهد المأخوذ عليهم وقت الذَّرِّ).

وقال أبي بن كعب: (في الميثاق الذي أخذه في ظهر آدم عليه السلام).

وقال مجاهد: ({وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ}، الآية، قال: القرون الماضية. و"عهده"، الذي أخذه من بني آدم في ظهر آدم ولم يفوا به).

٢ - وقال الحسن: (العهد الذي عهد إليهم مع الأنبياء أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا).

وقال ابن عباس: (وذلك أن الله إنما أهلك القرى لأنهم لم يكونوا حفظوا ما أوصاهم به).

٣ - وقيل: أراد أن الكفار منقسمون، فالأكثرون منهم من لا أمانة له ولا وفاء، ومنهم من له أمانة مع كفره وإن قلوا، روي عن أبي عبيدة - ذكره القرطبي.

قلت: وكل ما ذكر يدخل في مفهوم تأويل هذه الآية، فإن خيانة العهد متأصلة في أهل الكفر وقد علم الله ذلك فيهم قبل أن يخلقهم، ثم مضى ذلك في سلوكهم أثناء حياتهم، ولذلك قال تعالى: {وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ}. قال مجاهد: (القرون الماضية).

١٠٣ - ١١٢. قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٠٣) وَقَالَ مُوسَى يَافِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٠٤) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>