للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعَالَمِينَ}. أي: أرسلني الله تعالى الذي هو خالق كل شيء، وقد دانت المخلوقات جميعًا لجبروته.

وقوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ}.

قرأ نافع وجماعة من أهل المدينة: {حَقِيقٌ عَلَيَّ} أي: واجب علي. والمعنى: حق عليَّ أن لا أقول على الله إلا الحق.

وقرأ بعض قراء المدينة والبصرة ومكة والكوفة: {حَقِيقٌ على}. والمعنى: حريص على ألا أقول. وهما قراءتان مشهورتان.

قال ابن جرير: ({قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}، يقول: قال موسى لفرعون وملئه: قد جئتكم ببرهان من ربكم، يشهدُ، أيها القوم، على صحة ما أقول، وصدق ما أذكر لكم من إرسال الله إياي إليكم رسولًا، فأرسل يا فرعون معي بني إسرائيل).

وقوله تعالى: {قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}.

أي: أجاب فرعون: إن كنت يا موسى قد جئت بحجة وبينة تشهد على صدق ما تقول فائْتِ بها إن كنت صادقًا في دعواك.

وقوله تعالى: {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ}.

قال قتادة: (تحولت حية عظيمة). قال القرطبي: (والثعبان: الحية الضخم الذكر، وهو أعظم الحيات. {مُبِينٌ} أي: حية لا لبس فيها).

وقوله تعالى: {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ}.

قال ابن عباس: (أخرج يده من جيبه فرآها بيضاء من غير سوء. قال: من غير برص).

وقال مجاهد: (نزع يده من جيبه بيضاء من غير برص). وقال: (وكان موسى رجلًا آدم، فأخرج يده فإذا هي بيضاء، أشد بياضًا من اللبن، {مِنْ غَيْرِ سُوءٍ}، قال: من غير برص، آيةً لفرعون).

<<  <  ج: ص:  >  >>