للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (١٠٩) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ}.

قال ابن كثير: (أي: {قَالَ الْمَلَأُ} وهم الجمهور والسادة {مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ} موافقين لقول فرعون فيه، بعد ما رجع إليه روعه، واستقر على سرير مملكته بعد ذلك، قال للملأ حوله: {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ}، فوافقوه وقالوا كمقالته، وتشاوروا في أمره، وماذا يصنعون في أمره، وكيف تكون حيلتُهم في إطفاء نُوره وإخماد كلمته، وظهور كذِبه وافترائه، وتَخوَّفوا أن يستميل الناسَ بسحره فيما يعتقدون، فيكون ذلك سببًا لظهوره عليهم، وإخراجه إياهم من أرضهم، والذي خافوا منه وقعوا فيه، كما قال تعالى: {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [القصص: ٦]. فلما تشاوروا في شأنه، وائتمروا فيه، اتفق رأيُهم على ما حكاه الله - تعالى - عنهم):

في قوله تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (١١١) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ}.

أرجه: يعني أرجئه، أي: أخِّره.

قال ابن عباس: {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} قال: أخّره. {وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ}، قال: الشُّرَط).

وقال قتادة: ({أَرْجِهْ وَأَخَاهُ}، أي: احبسه وأخاه).

والمقصود: قال الملأ من قوم فرعون مقترحين مشيرين على ملكهم فرعون: ابعث في الأقاليم ومدائن ملكك الشُّرَط، ليحشروا إليك السحرة من سائر البلاد ويجمعهم لديك، ليكونوا على جاهزية لكشف سحر موسى. كما قال تعالى في سورة طه - يحكي قول فرعون لموسى: {قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَامُوسَى (٥٧) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (٥٨) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (٥٩) فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (٦٠)}.

١١٣ - ١٢٦. قوله تعالى: {وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (١١٣) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (١١٤) قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ

<<  <  ج: ص:  >  >>