قال ابن كثير:(أي: {قَالَ الْمَلَأُ} وهم الجمهور والسادة {مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ} موافقين لقول فرعون فيه، بعد ما رجع إليه روعه، واستقر على سرير مملكته بعد ذلك، قال للملأ حوله:{إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ}، فوافقوه وقالوا كمقالته، وتشاوروا في أمره، وماذا يصنعون في أمره، وكيف تكون حيلتُهم في إطفاء نُوره وإخماد كلمته، وظهور كذِبه وافترائه، وتَخوَّفوا أن يستميل الناسَ بسحره فيما يعتقدون، فيكون ذلك سببًا لظهوره عليهم، وإخراجه إياهم من أرضهم، والذي خافوا منه وقعوا فيه، كما قال تعالى:{وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ}[القصص: ٦]. فلما تشاوروا في شأنه، وائتمروا فيه، اتفق رأيُهم على ما حكاه الله - تعالى - عنهم):