قال ابن كثير:(هذه مبارزة من السحرة لموسى عليه السلام في قوله: {إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ}، أي: قَبْلك. كما قال في الآية الأخرى:{وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى}[طه: ٦٥]، فقال لهم موسى عليه السلام:{أَلْقُوا} أي: أنتم أولًا قبلي. والحكمة في هذا - والله أعلم - ليرى الناس صَنيعَهم ويتأمَّلُوه، فإذا فَرَغُوا من بَهْرَجِهِم ومحالهم، جاءهم الحق الواضح الجلي بعد تَطَلُّب له وانتظار منهم لمجيئه، فيكون أوقع في النفوس. وكذا كان).
قال قتادة:(فألقى موسى عصاه، فتحولت حية، فأكلت سحرهم كله).
وقال ابن عباس:(فألقى عصاه فإذا هي حية تلقف ما يأفكون، لا تمر بشيء من حبالهم وخُشُبهم التي ألقوها إلا التقمته، فعرفت السحرة أن هذا أمرٌ من السماء، وليس هذا بسحر، فخرّوا سجَّدًا وقالوا: {آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (١٢١) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ}). وعن مجاهد:({فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ}، قال: يكذبون).
(١) قرأ نافع وابن كثير وحفص وأبو جعفر "إنَّ لنا"، وقرأ الباقون "أئن لنا".