قال القرطبي:({فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}. أي يرى ذلك العمل الذي يجب به الجزاء، لأن الله لا يجازيهم على ما يعلمه منهم، إنما يجازيهم على ما يقع منهم).
والمقصود: إن الله تعالى جدّد لهم الوعد وحقَّقَه، فيرى سبحانه ما يعملون بعد استخلافهم، من تسابق للطاعة أو تثاقل عنها.
في هذه الآيات: يخبر تعالى عن تسليطه القحط والجوع وقلة الزروع على آل فرعون لعلهم يتعظون. فإنهم كانوا إذا لمسوا العافية والرخاء قالوا نحن أحق بها، وإذا نزل بهم بلاء وعقوبة تشاءموا بموسى وأنزلوا المصائب الحاصلة به، وإنما الأمر كله لله لو كانوا يعلمون، ولكن أكثرهم يجهلون. وقد تطاولوا حتى قالوا لموسى: إنا لن نقبل منك أي آية أو حجة فما نحن لك بمؤمنين. فأرسل الله عليهم عندئذ المطر الشديد المهلك، والجراد المنتشر يسحق الزروع والثمار، وكذلك السوس ينخر في الطعام والمدخرات، والضفادع تقع في طعامهم وشرابهم فتفسدها عليهم، ثم الدم يعكر مياههم وآبارهم وأنهارهم وأوعيتهم جزاء بما كانوا يفسدون. ثم إنهم لما نزل بهم البلاء