من تشاء، أنت ناصرنا فاستر علينا ذنوبنا وارحمنا إنك أنت خير من غفر وستر. واكتب لنا في دنيانا هذه مغفرة ووفقنا لصالح الأعمال، وكذلك أكرمنا في الآخرة بجزاء الحسنات إنا تبنا إليك - قال الله لموسى: إن ما نزل بقومك من الرجفة إنما هو عذابي أنزله بمن أشاء، وقد عمت رحمتي كل شيء، فسأكتبها للمتقين الذين يفردون ربهم عز وجل بالتعظيم، ويؤدون زكاة إيمانهم ونفوسهم وأموالهم، وهم بآياتنا يؤمنون ويصدقون وبها يعملون.
فقوله:{وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ}.
يعني كفّ عنه وسكن.
وقوله:{أَخَذَ الْأَلْوَاحَ}.
أي: التي ألقاها أثناء غضبه - وقد ثار حينما رأى قومه بعده قد أقاموا على عبادة العجل - فأخذها بعدما ألقاها، وقد ذهب منها ما ذهب، أو تكسر.
قال ابن جرير:(يقول: وفيما نسخ فيها، أي: كتب فيها، {هُدًى} بيان للحق، {وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}، يقول: للذين يخافون الله ويخشون عقابه على معاصيه).
قال السدي:(إن الله أمر موسى أن يأتيه في ناس من بني إسرائيل، يعتذرون إليه من عبادة العجل، ووعدهم موعدًا، فاختار موسى من قومه سبعين رجلًا على عينه، ثم ذهب بهم ليعتذروا. فلما أتوا ذلك المكان قالوا: لن نؤمن لك يا موسى حتى نرى الله جهرة، فإنك قد كلمته، فأرِنَاهُ. فأخذتهم الصاعقة فماتوا، فقام موسى يبكي ويدعو الله ويقول: رب، ماذا أقول لبني إسرائيل إذا لقيتهم وقد أهلكت خيارهم؟ {رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ}).
وقال وهب:(ما ماتوا، ولكن أخذتهم الرجفة من الهيبة حتى كادت أن تبينَ مفاصلُهم، وخاف موسى عليهم الموت).