للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلِمْتُمْ قَدْرَ غَضَبِه ما نفعكم شيءٌ] (١). وفي لفظ: [لو تعلمون قَدْرَ رحمةِ الله لاتكلتم عليها].

وقوله: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}.

قال ابن عباس: ({فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}، يعني الشرك). وقال قتادة: (معاصي الله).

وقال علي، عن ابن عباس: ({وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}، قال: يطيعون الله ورسولَه). وكأنه يعني تزكية النفس وتطهيرها بالأعمال الصالحات، والقربات والصدقات. قال ابن كثير: (قيل: زكاة النفوس. وقيل: الأموال. ويحتمل أن تكون عامة لهما، فإن الآية مكية، {وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} أي: يصدقون).

١٥٧ - ١٥٩. قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٥٧) قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٨) وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (١٥٩)}.

في هذه الآيات: وَصْفُ النبي - صلى الله عليه وسلم - ببعض أوصافه التي وردت في الكتب السابقة، ونَعْتُ أتباعه ومن سار على منهاجه، فهو خاتم الرسل والنبيين، بعثه الله رحمة للعالمين، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل ما كانوا حرّموه على أنفسهم


(١) حديث حسن لشواهده. أخرجه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن" (٢/ ١٩٣/ ١)، وقال الهيثمي (١٠/ ٢١٣): "رواه البزار، وإسناده حسن"، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة - حديث رقم - (٢١٦٧)، وكذلك صحيح الجامع الصغير - حديث رقم - (٥١٣٦) للفظ الآخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>