[ثلاثةٌ يُؤْتَون أجْرَهُم مَرَّتين: رجُلٌ من أهل الكتاب آمن بِنَبِيِّه وأدْرَكَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمَنَ به واتّبعَهُ وصَدَّقه فله أجْران، وعبدٌ مملوك أدَّى حقَّ الله تعالى عليه وحقَّ سيده فله أجْرَانِ، ورجلٌ كانت له أمَةٌ فغذاها فأحسن غِذَاءَها، ثم أدَّبَها فأحسن أدبها، ثم أعتقها وتزوَّجها، فله أَجْران](١).
في هذه الآيات: يعدد الله تعالى نعمه على بني إسرائيل، إذ جعلهم أسباطًا - أي: قبائل شتى - ليكونوا اثنتي عشرة قبيلة أو فرقة، ليكون أمر كل سبط معروفًا من جهة رئيسهم، فيخف الأمر بذلك على موسى - كما قال تعالى:
{وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا. . .}[المائدة: ١٢]. فلما فرّقهم الله إلى تلك الفرق وتيّههم في التيه، فاستسقوا موسى من العطش وغَوْر الماء، أوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك الحجر فانصبت وانفجرت من الحجر اثنتا عشرة عينًا من الماء، وقد علم كل أناس من الأسباط الاثنتي عشرة مشربهم الخاص بهم، فلا يدخل سبط على غيره في مشربه، ثم ظللنا عليهم الغمام يكنّهم من حر الشمس وأذاها وأنزلنا عليهم رزقًا طيبًا لذيذ الطعم هو المن والسلوى وقلنا لهم: كلوا من حلال ما رزقناكم
(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (١٥٤) - كتاب الإيمان. باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته.