وعن ابن عباس:({شُرَّعًا}، قال: من كل مكان). وقال:(يقول: ظاهرة على الماء).
قال القاسمي:(أي: تأتيهم يوم سبتهم ظاهرة على وجه الماء، قريبة من الساحل، ويوم لا يسبتون لا تأتيهم أصلًا إلى السبت المقبل).
وقال ابن كثير:({وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ}، أي: نختبرهم بإظهار السمك لهم على ظهر الماء في اليوم المُحَرَّم عليهم صيدُه، وإخفائه عنهم في اليوم المُحَلَّلِ لهم صيدُه، {كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ}: نختبرهم، {بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}، يقول: بفسقهم عن طاعة الله، وخروجهم عنها. وهؤلاء قوم احتالوا على انتهاك محارم الله، بما تعاطوا من الأسباب الظاهرة التي معناها في الباطن تعاطي الحرام).
ثم ذكر حديثًا رواه الإمام أبو عبد الله بن بطَّة بسند حسن عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:[لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارمَ الله بأدنى الحيل](١).
قال ابن كثير:(يُخبر تعالى عن أهل هذه القرية أنهم صاروا إلى ثلاث فِرَق: فرقةٌ ارتكبت المحذورَ، واحتالوا على اصطياد السمك يوم السبت. قال: وفرقة نهت عن ذلك، واعتزلتهم. وفرقة سكتت فلم تفعل ولم تنه، ولكنها قالت للمنكرة:{لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا}؟ أي: لِمَ تَنْهون هؤلاء، وقد علمتم أنهم هلكوا واستحقوا العقوبة من الله؟ فلا فائدة في نهيكم إياهم. قالت له المنكرة:{مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} - قرأ بعضهم بالرفع، كأنه على تقديره: هذا معذرةٌ. وقرأ آخرون بالنصب، أي: نفعل ذلك {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ}، أي: فيما أخذ علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، {وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} يقولون: ولعل بهذا الإنكار يتقون ما هم فيه ويتركونه، ويرجعون إلى الله تائبين، فإذا تابوا تاب الله عليهم ورحمهم).
وعن ابن عباس: ({قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ}، لسخطنا أعمالهم. {وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}،
(١) قال الحافظ ابن كثير: وهذا إسناد جيد. انظر تفسير ابن كثير - سورة الأعراف - آية (١٦٣).