للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسند حسن عن أبي هريرة مرفوعًا: [إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق] (١). وفي لفظ: (صالح الأخلاق).

وقوله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

أي: إن أصابك غضب أو وسوسة من الشيطان باقتراب ما لا يحل فاطلب النجاة من ذلك بالله، والتجئ إليه سبحانه، إنه سميع لنداء عبده ودعائه، عليم بوسوسة الشياطين وما تخفي الصدور، وبما يذهب وسوسة اللعين ونزغه.

والنَّزْغُ والنَّغْز والهَمْزُ والوسوسة سواء، وأصل النزغ الفساد، وقيل: النزغ الإغواء والإغراء، والمفهوم واحد. وفي التنزيل:

١ - قال الله تعالى: {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي. .} [يوسف: ١٠٠].

٢ - وقال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} [المؤمنون: ٩٧].

٣ - وقال تعالى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} [الناس: ٤].

ومن كنوز السنة في هذا المعنى:

الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [يأتي الشيطان أحدكم فيقول له من خلق كذا وكذا، حتى يقول له من خلق ربك! فإذا بلغ فليستعذ بالله وليَنْتَهِ] (٢).

الحديث الثاني: أخرج مسلم في صحيحه عن عَلْقَمة، عن عبد الله قال: [سُئِلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الوَسْوَسة، قال: تلك مَحْضُ الإيمان] (٣).

الحديث الثالث: أخرج مسلم عن أبي هريرة قال: [جاء ناسٌ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحَدُنا أن يتكلم به، قال: أو قَدْ وجدتموه؟ قال: نعم. قال: ذاك صريح الإيمان] (٤).


(١) حديث حسن. أخرجه أحمد في المسند (٢/ ٣١٨)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٢٧٣)، والحاكم (٢/ ٦١٣). وإسناده حسن.
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٢٧٦)، وأخرجه مسلم (١٣٤) ح (٢١٤) من حديث أبي هريرة.
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم في صحيحه - حديث رقم - (١٣٣) - كتاب الإيمان. باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها.
(٤) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح - حديث رقم - (١٣٢) - كتاب الإيمان- الباب السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>