للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: إن رأيتم أن تُطلقوا لها أسيرها وتردّوا عليها الذي لها؟ فقالوا: نعم. وكان النبي أخذ عليه أوْ وَعَده أن يُخَلِّي سبيل زينب إليه. .] الحديث (١).

وقوله: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، أي إن تبتم من شرككم وغَدركم.

وقوله تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.

قال السدي: (يقول: قد كفروا بالله ونقضوا عهده، فأمكن منهم ببدر).

قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره لنبيه: وإن يرد هؤلاء الأسارى الذين في أيديكم، {خِيَانَتَكَ}، أي الغدر بك والمكر والخداع، بإظهارهم لك بالقول خلاف ما في نفوسهم، {فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ}، يقول: فقد خالفوا أمر الله من قبل وقعة بدر، وأمكن منهم ببدر المؤمنين، {وَاللَّهُ عَلِيمٌ}، بما يقولون بألسنتهم ويضمرونه في نفوسهم، {حَكِيمٌ} في تدبيرهم وتدبير أمور خلقه سواهم).

٧٢ - ٧٣. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٧٢) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (٧٣)}.

في هذه الآيات: تقرير الله تعالى أن المؤمنين المهاجرين المجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم والأنصار الذين استقبلوهم أحسن استقبال ونصروا هذا الدين أروع نصر أولئك بعضهم أولياء بعض.

ثم في مقابل ذلك الكافرون المعاندون، أهل الفتنة والمكر، بعضهم أولياء بعض، فإن اختل هذا المنهج الفريد في الولاء والبراء كانت الفتنة في الأرض والفساد الكبير.

فقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا


(١) حديث حسن. أخرجه أبو داود في السنن (٢٦٩٢)، والحاكم (٤٣٠٦) (٣/ ٢٣) من حديث عائشة.

<<  <  ج: ص:  >  >>