للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأنصار أولياء، بعضُهم لبعض، والطلقاء من قريش، والعتقاء من ثقيف، بعضهم أولياء بعض إلى يوم القيامة] (١).

والخلاصة:

كان المؤمنون زمن النبوة ثلاثة أصناف:

١ - المهاجرون الذين خرجوا من ديارهم وأموالهم لنصر دين الله وإقامة دينه وبذلوا لذلك أموالهم وأنفسهم.

٢ - الأنصار - أهل المدينة الذين استقبلوا إخوانهم في منازلهم وآووهم وواسوهم في أموالهم ونصروا الله ورسوله بالقتال معهم، فهؤلاء بعضهم أولياء بعض - آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم، كل اثنين أخَوان، يرث أحدهما الآخر، حتى نسخ الله تعالى ذلك بآية المواريث.

فقد أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال: [كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجريُّ الأنصاريَّ دون ذوي رَحِمه، للأخوة التي آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهم، فلما نزلت: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} نُسخت، ثم قال: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} من النصر والرِّفادة والنصيحة، وقدْ ذهب الميراث ويوصي له] (٢).

٣ - الذين آمنوا ولم يهاجروا، بل أقاموا بواديهم، فهؤلاء لا نصيب لهم من المغانم أو الخمس إلا إن حضروا القتال.

وقرأ حمزة: {وِلايتهم} بالكسر، والباقون بالفتح، وكلاهما معروف، كالدِّلالة والدَّلالة.

أخرج الإمام أحمد بسند جيد عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال: [كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث أميرًا على سرية أو جيش، أوصاه في خاصَّة نفسه بتقوى الله ومَنْ معه من المسلمين خيرًا، وقال اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال - أو: خلال - فَأَيَّتهنَّ ما أجابوك إليها فاقبل منهم، وكفَّ عنهم. ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم، وكفَّ عنهم. ثم ادعهم إلى التحوّل من دارهم إلى دار المهاجرين،


(١) جيد. أخرجه أحمد (٤/ ٣٦٣)، والطبراني (٢٢٨٤)، (٢٣٠٢)، وقال الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ١٥): (رواه أحمد والطبراني بأسانيد، وأحد أسانيد الطبراني رجاله رجال الصحيح).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٥٨٠) - كتاب التفسير -، وانظر (٢٢٩٢) - كتاب الكفالة -.

<<  <  ج: ص:  >  >>