للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه قول كعب - كما روى البخاري عنه -: (يا رسول الله إن الله إنما نجاني بالصدق، وإن من توبتي ألا أحدث إلا صِدْقًا ما بقيت).

أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن الصدق يهدي إلى البرِّ، وإن البِرَّ يهدي إلى الجنة، وإنَّ الرجل ليَصْدُق حتى يُكْتَبَ عند الله صِدِّيقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفُجور، وإن الفُجورَ يهدي إلى النار، وإن الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتى يُكْتَبَ عند الله كَذّابًا] (١).

٤ - سعة رحمة الله وقبوله للتائبين.

ففي قصة المخلفين وتوبتهم درس لأهل الذنوب والمعاصي والآثام، أن يطرقوا باب الكريم الغفور المنّان، ليلتمسوا منه العفو عما مضى والتجاوز والإحسان.

قال تعالى في سورة الزمر: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

وفي صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسطُ يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها] (٢).

وهناك دروس كثيرة أخرى سطرتها في كتابي: السيرة النبوية على منهج الوحيين: القرآن والسنة الصحيحة، عقب غزوة تبوك (٣/ ١٥٥٤ - ١٥٧٨) ولله الحمد والمنة.

١٢٠ - ١٢٢. قوله تعالى: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (١٢٠) وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (١٠/ ٤٢٣)، ومسلم (٢٦٠٧)، وأبو داود (٤٩٨٩)، والنسائي (١٩٧٢) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح - حديث رقم - (٢٧٥٩)، من حديث أبي موسى.

<<  <  ج: ص:  >  >>