الشقاء، نتيجةَ عتوهم وتمردهم على الحق وبغيهم في الأرض بالظلم والإفساد.
وقوله:{فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ}. قال قتادة:(يقول: وقائع الله في الذين خلوا من قبلهم، قوم نوحٍ وعاد وثمود).
وقوله:{قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ}. قال الربيع بن أنس:(خوَّفهم عذابه ونقمتهُ وعقوبته، ثم أخبرهم أنه إذا وقع من ذلكَ أمرٌ، أنجى الله رسله والذين آمنوا معهُ، فقال الله:{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ}).
فهو حق أوجبه سبحانه على نفسه الكريمة، بنجاة الرسل ونزول الرحمة بهم وبأتباعهم المؤمنين، وهلاك الطغاة والعتاة والمتمردين، سنة الله ولن تجد لسنته تبديلًا.
وفي الصحيحين: عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عَنْهُ قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: [إن الله لما خَلَقَ الخلق كتب كتابًا عنده فوق العرش، إن رحمتي تَغْلِبُ غضبي](١).
في هذه الآيات: دَعْوَةُ الله تعالى نبيهُ - صلى الله عليه وسلم - لإعلان تمسكه بالدين الحق أمام
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح - حديث رقم - (٣١٩٤)، (٧٤٠٤)، (٧٥٥٣)، وأخرجه مسلم (٢٧٥١)، وأخرجه أحمد في المسند (٢/ ٣١٣، ٣٨١، ٣٩٧، ٤٣٢)، والترمذي في الجامع (٣٥٤٣)، وابن ماجه في السنن (٤٢٩٥)، وغيرهم.